يختلف تاريخ الاحتفاء بيوم الأم من ثقافة إلى أخرى وتم التوافق في العالم العربي على الاحتفاء بهذا اليوم في تاريخ اليوم 21 مارس. وجاءت فكرة تخصيص هذا اليوم لتكريم الأم من الصحفي المصري الراحل علي أمين – مؤسس جريدة أخبار اليوم.
ويختلف الفقهاء في التعامل مع هذه الأيام ولعل أعدل الآراء هو راي الشيخ القرضاوي الذي يرى أن الأصل في العادات الإباحة وإن كان لا يرى مبررا لمثل هذ اليوم في ثقافتنا الإسلامية، وإن كان لابد من الاحتفاء فيقترح القرضاوي تسميته يوماً لا عيداً لأن أعياد المسلمين محددة بالنص ويقترح القرضاوي الاحتفاء بالأم وزيارتها في عيدي الفطر و الأضحى تأدية لواجب صلة الرحم في المناسبات المباركة ولا سيما لمن كانت أمه بعيدة عليه.
ونؤكد هنا أن بر الأم والاحسان إليها في ثقافتنا الإسلامية لا يتحدد بيوم واحد بل هو تكليف دائم متجدد مقرون بطاعة الله قال تعالى في سورة لقمان ' وَوَصَّيْنَا الْإِنسَانَ بِوَالِدَيْهِ حَمَلَتْهُ أُمُّهُ وَهْناً عَلَى وَهْنٍ وَفِصَالُهُ فِي عَامَيْنِ أَنِ اشْكُرْ لِي وَلِوَالِدَيْكَ إِلَيَّ الْمَصِيرُ' وقال الحق عز وجل في سورة الأحقاف' وَوَصَّيْنَا الْإِنسَانَ بِوَالِدَيْهِ إِحْسَاناً حَمَلَتْهُ أُمُّهُ كُرْهاً وَوَضَعَتْهُ كُرْهاً وَحَمْلُهُ وَفِصَالُهُ ثَلَاثُونَ شَهْراً' .
وجاء في الحديث المتفق عليه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال لرجل جاء يسأله: من أحق الناس بصحابتي؟ قال: 'أمك'. قال: ثم من؟ قال: 'أمك'. قال: ثم من؟ قال: 'أمك'. قال: ثم من؟ قال: 'أبوك'. وقد تواترت النصوص في الحث على إكرام الأم في الإسلام وبر الوالدين وصلتهما بصورة يقطع فيها الباحث المتأمل أنه لا يوجد نظير لهذا الاهتمام المعروف في ثقافتنا الإسلامية الحضارية في أي ثقافة أخرى.