بعد حياة علمية مباركة وبعد أن بارك الله في عمره وتجاوز التسعين عاماً، رحل أمس عن دنيانا الفانية فضيلة الشيح محمد علي الصابوني رئيس رابطة العلماء السوريين تغمده الله بواسع رحمته، والشيخ الصابوني من العلماء الصادقين المخلصين المشهورين بالصدع بكلمة الحق في وجوه سلاطين الجور، ومن الذين وقفوا مع الشعوب ضد الظلم والاستبداد وباركوا ثورات الربيع العربي.
وترك الشيخ الصابوني ثروة علمية بمصنفاته التي بلغت 57 كتاباً معظمها في خدمة كتاب الله و أبرزها التفسير الشهير ' صفوة التفاسير' بالإضافة إلى 'مختصر تفسير ابن كثير'، و'مختصر تفسير الطبري'، و'التبيان في علوم القرآن'، و'روائع البيان في تفسير آيات الأحكام'، و'قبس من نور القرآن'.
وتقديرا لجهوده في خدمة القرآن الكريم فاز الشيخ الصابوني بجائزة دبي للقرآن الكريم وتم تكريمه في بعد فوزه بشخصية العام الإسلامية لعام 2007 لجهوده في خدمة العلوم الإسلامية وخدمة القرآن الكريم.
وقد نال الشيخ الجليل الكثير من الأذى من الجاميين الذين سلطتهم بعض الجهات المخابراتية على العلماء المخلصين رغم أنه حاول الابتعاد عن العمل السياسي المباشر ولكنه وكما قال عنه الكاتب السوري محمد حبش'ظل وفيًا لقيم الإسلام في الكرامة والحرية والعدالة، وواجه بقوة المشايخ الذين برروا السجون والجرائم ضد الثوار، ودافع عن حق الناس في الخلاص من الظلم والاستبداد والقهر'.
ولأنه نموذج فريد من العلماء الأفذاذ كنت دائم الحرص على زيارته إذا ذهبت إلى تركيا وخاصة في الرحلات التربوية التي أصطحب فيها الطلاب إلى الشيخ في يلوا فنصلي معه في مسجده ثم ننطلق إلى منزله لكي يأنس الشباب بحديث إيماني لا يخلو من الطرفة. كان الطلاب يخرجون من عنده ببالغ التأثر حتى قال أحد أعضاء الوفد يوماً ونحن خارجون من عنده أرجو أن تطلقوا علي اسم الصابوني علني أقتدي بهذا العالم الجليل.
نسأل الله أن يتغمد الصابوني بواسع رحمته ويجيزه أجره جهوده العلمية والدعوية وأن ينفع بمؤلفاته الأمة.