مع إطلالة أول جمعة من شهر شعبان بدأت نسائم شهر رمضان تعطر أنوف المؤمنين وبدأت القلوب تشرئب للضيف المبارك، وكان من عادة رسول الله صلى الله وسلم وأصحابه الكرام استقبال رمضان في شعبان بالإكثار من الصيام في شعبان حتى يكاد يصومه كله كما روى البخاري عن عائشة أم المؤمنين رضي الله عنها ' لم يكنِ النبيُّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم يصومُ شهراً أكثرَ من شعبان فإنه كان يصومُ شعبانَ كلَّه'. وكان علماء السلف الصالح رضي الله عنهم يعتبرون صيام شعبان بمثابة الاستعداد والتهيئة النفسية والجسمية لصيام رمضان.
وإذا كانت الأعمال اليومية ترفع إلى الله في أطراف الليل والنهار كما في حديث أبي موسى الذي رواه البخاري' يرفع إليه عمل الليل قبل النهار وعمل النهار قبل الليل' وأعمال الأسبوع ترفع كل اثنين وخميس كما جاء في حديث أبي هريرة 'تعرَض الأعمالُ يومَ الإثنينِ والخميسِ؛ فأُحِبُّ أن يُعرَض عملي وأنا صائمٌ' فإن لشعبان ميزة أخرى وفضل عظيم وهي رفع الأعمال السنوية فيه كما جاء عن أسامة بن زيد أن رسول الله صلى عليه وسلم قال أن شعبان 'شهر ترفع فيه الأعمال إلى رب العالمين، فأحب أن يرفع عملي وأنا صائم' والحديث حسنه الألباني، ومجموع الأحاديث السابقة يفيد أن رفع الأعمال في شعبان يكون على جميع المستويات اليومية والأسبوعية والسنوية ومناسبة رفع الأعمال مناسبة جليلة تستوجب النفير إلى الله والتضرع إليه والحرص على إحسان الأعمال في الأيام الأخيرة قبل اسكتمال الرفع السنوي حتى يكون ختام العام مسك فإنما الأعمال بالخواتيم.
اللهم تقبل صالح أعمالنا واغفر سيئاتنا وآتنا في الدنيا حسنة وفي الآخرة حسنة.