لا وجود في ثقافتنا العربية والإسلامية ليوم أو عيد للحب، ولا تحتاج عاطفة الحب إلى عيد بقدر ما تحتاج إلى إعادة فهم وتصحيح لماهيتها وتوجيه لبوصلتها في الاتجاه الصحيح.
فثمة من يظن أن الحب هو فقط حب الرجل للمرأة، وعندما يقتصر الحب في هذه الرؤية على المرأة فإنه يقتصر على المرأة الأجنبية وليست المرأة كأم وأخت وبنت وزوجة وكل من تجمعنا بها من النساء صلة أخوة ورحم وعندما يقتصر على المرأة الأجنبية فإن يقتصر في الأغلب على الحب الجسدي الحسي، فإذا تجاوز الحب الجسدي إلى الحب الرومانسي يقترن بمزالق تنعكس بصورة سلبية على الصحة النفسية والعقلية.
وهناك في المقابل من المتدينين من يخاف من كلمة حب ويتوجس منها وكأنها شر محض مع أن المسلم والمتدين هو أحق الناس بالدفاع عن مبدأ الحب وقيمة الحب من أهم القيم الإسلامية فعقيدتنا قائمة على التفاني في حب الله ورسوله ويحدثنا القرآن الكريم على علاقة الحب المتبادلة بين الله وعباده الصالحين المصلحين 'يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا مَنْ يَرْتَدَّ مِنْكُمْ عَنْ دِينِهِ فَسَوْفَ يَأْتِي اللَّهُ بِقَوْمٍ يُحِبُّهُمْ وَيُحِبُّونَهُ'.
و في حب الرسول الكريم جاء في الحديث المتفق عليه 'لا يؤمن أحدكم حتى أكون أحب إليه من والده وولده والناس أجمعين' وفي حب الإخوان جاء في الحديث المتفق عليه 'لَا يُؤْمِنُ أَحَدُكُمْ حَتَّى يُحِبَّ لِأَخِيِه مَا يُحِبُّ لِنَفْسِهِ'.
والتربية على التعامل مع عاطفة الحب يجب أن تستهدف هذه المعاني العظيمة فنحرص على التحقق بمحبة الله ونقدم محبة رسوله على محبتنا لأنفسنا، ونحب لإخواننا ما نحبه لأنفسنا، ونعمل على إشاعة ثقافة المحبة في أسرنا ومجتمعاتنا وفي مؤسساتنا وفي سائر شؤون حياتنا.
نسأل الله أن يرزقنا حبه وحب ما يحبه وأن يحشرنا مع المتحابين في الله المتفانين في محبة الله.