إعلامي إماراتي .. مستشار في علم النفس التربوي

وَالَّذِينَ جَاهَدُوا فِينَا لَنَهْدِيَنَّهُمْ سُبُلَنَا
من علامات عدم التوفيق استسلام السائر في الطريق إلى الله لليأس والتعلل بالبيئة غير المساعدة على التوبة والطاعة، فلا يوجد باب مغلق إلا وله مفاتيح لا ينالها إلا المثابرون المجتهدون في طلب المعالي والقادرون على التسامي عن السفاسف والذين يمتلكون القدرة على التحكم بالنفس وفطامها عن بعض العادات السلبية وإخراجها من منطقة الراحة والحرص على الإحسان والإتقان قال تعالى' وَالَّذِينَ جَاهَدُوا فِينَا لَنَهْدِيَنَّهُمْ سُبُلَنَا وَإِنَّ اللَّهَ لَمَعَ الْمُحْسِنِينَ'. 
لا يريد البعض أن يسلك طريق الحق إلا في حالة ضمان خلو الطريق من أية متاعب، و يفضل الاستسلام لحالة السكون البليد والاسترخاء القاتل وهذا يتناقض مع إرادة الله  اختبار السائرين في الطريق إليه ' وَمَنْ يُهَاجِرْ فِي سَبِيلِ اللَّهِ يَجِدْ فِي الْأَرْضِ مُرَاغَمًا كَثِيرًا وَسَعَةً وَمَنْ يَخْرُجْ مِنْ بَيْتِهِ مُهَاجِرًا إِلَى اللَّهِ وَرَسُولِهِ ثُمَّ يُدْرِكْهُ الْمَوْتُ فَقَدْ وَقَعَ أَجْرُهُ عَلَى اللَّهِ '.
 ومن يطلب الجنة والنعيم الخالد بالخلود إلى الراحة يعيش في وهم كبير فسلعة الله غالية' أَمْ حَسِبْتُمْ أَن تَدْخُلُوا الْجَنَّةَ وَلَمَّا يَأْتِكُم مَّثَلُ الَّذِينَ خَلَوْا مِن قَبْلِكُم ۖ مَّسَّتْهُمُ الْبَأْسَاءُ وَالضَّرَّاءُ وَزُلْزِلُوا حَتَّىٰ يَقُولَ الرَّسُولُ وَالَّذِينَ آمَنُوا مَعَهُ مَتَىٰ نَصْرُ اللَّهِ ۗ أَلَا إِنَّ نَصْرَ اللَّهِ قَرِيبٌ'.
ولا يعني ذلك أن يبحث المؤمن على مواطن الابتلاءات ويعرض نفسه لها، فالمؤمن الحق يسأل الله السلامة ويحرص عليها، ولكنه لا يشتري السلامة ببيع مبادئه وقيمه فإذا تعارض الحرص على السلامة مع واجب التضحية فإنه يبادر للتضحية صابراً محتسبا.