يفقد الكثير من الناس حماسهم للعمل وينتابهم الضجر واليأس ويشعرون بالرتابة حين تستوي أيامهم وتتكرر اللحظات ولا تتجه البوصلة نحو غاية محددة تشرئب إليها القلوب وتتطلع إليها النفوس وترسم ملامحها العقول التي تتجه نحو المستقبل وتستشرف الآفاق.
ومن هنا تأتي أهمية وضع رؤية للنفس والحياة يجب أن تصاغ بنفس الخطوات التي تتم من خلالها صياغة الرؤى المؤسساتية في التخطيط الاستراتيجي.
وتحديد الرؤية عملية شاقة يجب أخذها بجدية وعدم التعامل معها بخفة وكتابتها ببرود دون إعمال العقل والعاطفة والتفكير العميق بالاهتمامات الخاصة والحاجات العملية وعوامل القوة والضعف والفرص والتهديدات، وعلى ضوء هذا التفكير يحدد الفرد أين يقف الآن وأين يريد أن يكون في المستقبل القريب خلال ثلاث سنوات أو خمس مثلا.
وهنا يكتب الشخص المسودة الأولى ويراجعها في أوقات مختلفة، فقد يكتبها في فترة حماسة فيشطح في الحلم، وقد يكتبها في فترة خمول فتتواضع رؤيته ولا تتناسب مع طموحه الحقيقي وشغفك الداخلي.
ولتحديد الرؤية ينصح الخبراء بأن تسأل نفسك عن نظرتك للسعادة والنموذج المثالي للحياة المثالية من وجهة نظرك، وأن تضع قائمة بفئات الأمور التي يجب تتوفر في النموذج المثالي، وتحدد في كل فئة ما تريده وتحتاجه، وأن تكتب في الأخير وصفاً لحياتك المثالية التي تتوفر فيها المواصفات التي تحلم بها والتي يمكن السعي من أجل تحقيقها، وأن تضع لها أهدافاً تفصيلية مزمّنة.