رحمة الله وسعت كل شيء ولرحمته الخاصة مواطن يفوز بها من يوطن نفسه في مواطن الرحمة ويحرص على التعرض لنفحات رحمة الرحمن، وقد أرشدنا القرآن الكريم إلى مواطن تنزل الرحمة وما علينا غير شد الرحال إليها، فما أشد حاجتنا إليها.
ولو قدرنا قيمتها حق قدرها لما فضّلنا عليها شيء ' ورحمة ربك خير مما يجمعون' ومن مواطن رحمة الرحمن التي أرشدنا إليها القرآن الكريم الاستماع والانصات إلى آيات الرحمن قال تعالى 'و إذا قرئ القرآن فاستمعوا له و أنصتوا لعلكم ترحمون'
ويرشدنا القرآن الكريم أن من يريد الرحيل إلى مواطن الرحمة عليه ألا يجعل الإيمان مجرد قول باللسان، وأن يقرن الإيمان بالتضحية فلابد من تضحية وكفاح من أجل هذا الدين ولو لزم الأمر هجرة الأوطان والتضحية بالنفس والمال قال تعالى 'إِنَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَالَّذِينَ هَاجَرُوا وَجَاهَدُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ أُولَئِكَ يَرْجُونَ رَحْمَةَ اللَّهِ وَاللَّهُ غَفُورٌ رَحِيمٌ'
فالذين يرجون رحمة الرحمن هم المؤمنون المهاجرون المجاهدون في سبيل الله ومفهوم الجهاد يشمل كل جهد يجاهد به المسلم في سبيل دينه.
ومن مواطن الرحمة الحرص على طاعة الرحيم الرحمن وطاعة رسوله المبعوث رحمة للعالمين 'وَأَطِيعُوا اللَّهَ وَالرَّسُولَ لَعَلَّكُمْ تُرْحَمُونَ'
ومن مواطن الرحمة أن نجتمع إلى الإيمان بآيات الرحمن رحمة أنفسنا بالتقوى ورحمة المحتاجين بالإنفاق قال تعالى 'وَرَحْمَتِي وَسِعَتْ كُلَّ شَيْءٍ فَسَأَكْتُبُهَا لِلَّذِينَ يَتَّقُونَ وَيُؤْتُونَ الزَّكَـاةَ وَالَّذِينَ هُم بِآيَاتِنَا يُؤْمِنُونَ' نسأل الله أن يجعلنا ممن كتب عليهم رحمته وأن يرحمنا برحمته التي وسعت كل شيء.