عرفنا من خلال المقالات السابقة أهمية التنمية الإيمانية للفرد والأسرة ودور الفرد والأسرة في تحقيق هذه التنمية، ونؤكد في هذا المقال أن فائدة التنمية الإيمانية لا تقتصر على الفلاح والنجاة في الآخرة رغم أهمية هذا المقصد العظيم، فالتنمية الإيمانية وثيقة الصلة بالتنمية الحضارية بمفهومها الشامل.
وقد ربط القرآن الكريم بين التنمية الإيمانية والتنمية الاقتصادية، فجعل التنمية الإيمانية شرطاً للتنمية الاقتصادية قال تعالى' وَلَوْ أَنَّ أَهْلَ الْقُرَى آمَنُوا وَاتَّقَوْا لَفَتَحْنَا عَلَيْهِمْ بَرَكَاتٍ مِنَ السَّمَاءِ وَالْأَرْضِ' وقد وعد الله عباده الذين استكملوا متطلبات التنمية الإيمانية بالتمكين الحضاري في الأرض إذا اخذوا بالسنن الإيمانية والكونية 'وَعَدَ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا مِنْكُمْ وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ لَيَسْتَخْلِفَنَّهُمْ فِي الْأَرْضِ كَمَا اسْتَخْلَفَ الَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ وَلَيُمَكِّنَنَّ لَهُمْ دِينَهُمُ الَّذِي ارْتَضَى لَهُمْ وَلَيُبَدِّلَنَّهُمْ مِنْ بَعْدِ خَوْفِهِمْ أَمْنًا يَعْبُدُونَنِي لَا يُشْرِكُونَ بِي شَيْئًا وَمَنْ كَفَرَ بَعْدَ ذَلِكَ فَأُولَئِكَ هُمُ الْفَاسِقُونَ'.
واستكمال متطلبات التنمية الإيمانية يستلزم الترفع عن النزعات الأنانية والتجرد من جميع أنواع الرذائل ومنها رذائل الكذب والنفاق والحقد والحسد والرياء والغش والخداع والتواكل والتخلي من الجدية في العمل والصدق في التعامل والسعي وراء المصالح المادية على حساب القيم والمبادئ وإهدار الأوقات في اللغو.
كما تستلزم التنمية الإيمانية التحلي بالفضائل المقابلة لهذه الرذائل ومنها الحرص على وحدة الكلمة ووحدة الصف و الحرص على الوقت والوفاء بالعهود واستمداد الطاقة الروحية وقوة الإرادة من التنمية الإيمانية والتوكل على الله.