تطرقنا في مقال سابق إلى مسؤولية الأسرة في التنمية الإيمانية وهذه المسؤولية يترتب عليها واجبات نتطرق إليها في مقال اليوم وتبدأ أول الواجبات في مرحلة تكوين الأسرة واختيار الأم التي تعين الأب في تحقيق التنمية الإيمانية في الأسرة لتحقيق التكامل بين أدوار الوالدين حتى يهدم الأب ما بنته الأم أو العكس، فالحرص على الانسجام و عدم التناقض بين الوالدين يصنع بيئة ملائمة للتنمية الإيمانية المستقرة والراسخة.
ومن واجبات التربية الإيمانية الإقبال على الله وطلبه عونه على التنمية الإيمانية وهذا منهج الأنبياء فهذا خليل الرحمن يدعو ربه' رَبِّ اجْعَلْنِي مُقِيمَ الصَّلاَةِ وَمِن ذُرِّيَّتِي رَبَّنَا وَتَقَبَّلْ دُعَاءِ' وهذا زكريا عليه يدعو ربه 'قَالَ رَبِّ هَبْ لِي مِن لَّدُنكَ ذُرِّيَّةً طَيِّبَةً ۖ إِنَّكَ سَمِيعُ الدُّعَاءِ' .
ومن واجبات التربية الإيمانية اختيار الأساليب الأكثر فاعلية ومنها بالإضافة إلى أسلوب القدوة الحسنة الذي سبق الحديث عنه في المقال السابق، إحاطة الأبناء بالعاطفة والرحمة والمودة فهذا هو الأسلوب السحري إلى النفاذ إلى قلوب الأبناء وعقولهم والتهيئة للتنمية الإيمانية في أجواء أسرية عاطفية تشيع بالمحبة والاحترام المتبادل، والحرص على تعريفهم على عظمة الله ونعمه التي لا تعد ولا تحصي علينا وتعميق حب الله ورسوله وكتابه في نفوس الأبناء، والتربية على الشوق إلى الجنة والخوف من النار والجمع بين الترغيب والترهيب، وتنمية الضمير الإيماني واستشعار الرقابة الإلهية، وتعزيز هذه المعاني بلغة الأدب بما تتضمنه من شعر وأناشيد وقصص تتلاءم مع مرحلة الطفولة والمراحل العمرية اللاحقة.
فضلاً عن الواجبات المعرفة في التربية على الصلاة والذكر وقراءة القرآن والأخلاق الإسلامية.