كل إنسان ميسر لما خلق وقد شرع الله من العبادات ما يتناسب مع خصائص كل إنسان فهو الخبير العليم، وبعض العبادات تكون لها مكانة خاصة وتأثير متميز عند البعض أكثر من العبادات الأخرى، ويلمس المتطوع بالنوافل هذا التأثير الخاص لهذه العبادة أو تلك.
والمفترض أن يجرب المؤمن النوافل كلها ويتذوقها بخصائصها وشروطها مع الخشوع وحضور الذهن، ويقيس بعد ذلك تأثيرها الإيماني في نفسه وفي سلوكه، فكل عبادة لها ثمرتها الخاصة، ولا يصح الفصل بين العبادة وثمرتها، فكل عبادة لها ثمرتها الإيمانية الخاصة وكل عبد يجد ضالته في زيادة التقوى والإيمان في عبادة ما.
فقد يجد البعض في الصيام سره الخاص في تحقيق التقوى تحقيقاً لقوله تعالى' يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا كُتِبَ عَلَيْكُمُ الصِّيَامُ كَمَا كُتِبَ عَلَى الَّذِينَ مِنْ قَبْلِكُمْ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ' وقد يجد البعض في صلاة الليل وقيامه هذا السر الخاص 'ومن الليل فتهجد به نافلة لك' وقد كان نبينا صلى الله عليه وسلم يجد سعادته وقرة عينيه في الصلاة كما صح عنه' وجعلت قرّة عيني في الصلاة'.
وقد يجد البعض هذا السر في مقاومة شح نفسه والإنفاق مما استخلفه الله عليه ومما تحبه نفسه 'لن تنالوا البرّ حتى تنفقوا مما تحبّون' وقد يجد البعض هذا السر في مجالس الذكر والرفقة الصالحة.
فكل إنسان طبيب نفسه ومسؤول عن تفقدها كما يتفقد صحة جسده ويبحث عن علله الخاصة به والعلاج المناسب له فإنه مسؤول عن تفقد أحوال نفسه وتجريب وصفات السالكين إلى الله من العبادات المشروعة مع صدق المجاهدة والإقبال على الله.