تنمية الإيمان هي اساس التنمية الشاملة في المجتمع المسلم، وهي أساس تنمية الفرد، وكل تنمية لا تنطلق من محطة التنمية الإيمانية فإنها تضل طريقها إلى شاطئ النجاح الحقيقي في الدنيا والآخرة مهما كانت نتائجها المادية.
فالمسلم الذي لا يبتغي وجه الله والدار الآخرة في تطوره الذاتي وفي كسبه المادي وفي نجاحه الأكاديمي ولا يبالي بأوضاع مجتمعه المسلم ولا يفكر بتوظيف طاقاته في سبيل خدمة قضايا الأمة ويعيش لنفسه فقط، فإنما يخسر سعادته الحقيقية وكينونته الحضارية وشخصيته الإسلامية المتكاملة ويخسر الفوز الحقيقي في الحياة الحقيقية، حياة البقاء والخلود في دار السعادة الأبدية للمؤمنين والشقاء الأبدي للجاحدين.
ولذلك فإن واجبنا جميعاً أن نجعل تنمية إيماننا في رأس قائمة اهتماماتنا، فالإيمان في عقيدة أهل السنة يزيد وينقص ويقوى ويضعف: ينقص ويضعف بالغفلة عن المقاصد الكلية والابتعاد عن الأجواء الإيمانية والرفقة الصالحة و الانغماس في البيئة المادية البعيدة عن ذكر الله والاختلاط الدائم بالغافلين وكثرة التعلق بالماديات والشهوات وسيطرة الماديات على قلوبنا بدلاً من أن تكون بأيدينا نستخدمها في مرضاة الله ونستعين بها على الطاعة، ويقوى الإيمان ويزيد بالذكر ومجالسة الصالحين وقراءة القران والاستماع إليه مع التدبر وتذكر الموت والإنفاق في سبيل الله ومحاسبة النفس والتعرض لنفحات الله في الأيام المباركة كهذا اليوم المبارك يوم الجمعة نسأل الله أن يقوي إيماننا وأن يجعلنا ممن يستمع القول فيتبع أحسنه.