أوقد جذوة الأمل في جنبيك في كل حال ومهما كانت الظروف، فما اضيق العيش لولا فسحة الأمل، فالأمل حاجة فطرية طبيعية لاستنهاض الطاقة والانطلاق نحو المستقبل وعدم الاستسلام لقسوة الواقع والصعوبات والعوائق التي تعتبر مكوناً أساسياً من مكونات دار الاختبار.
فلا وجود لنجاح يأتي على ملعقة من ذهب وفي حالة استكانة ودعة وهدوء ودون تسابق مع المنافسين و صراع مع الخصوم وتغلب على مكائد الحاسدين، و تجاوز لأفخاخ الحاقدين، فاشحذ سيف الكفاح و أشعل جذوة الأمل حتى يأتيك اليقين، ولا تستسلم لليأس 'إِنَّهُ لَا يَيْأَسُ مِن رَّوْحِ اللَّهِ إِلَّا الْقَوْمُ الْكَافِرُونَ'.
فانبثاق وعد الأمل بعد اشتداد الكرب هو سنة الله الكونية، وهو قانون الطبيعة في لغة الثقافة المادية، فبعد اشتداد الظلام يشرق الفجر من جديد ويغرب ويعقبه ظلام جديد وفجر آخر وهذه سنة الله في الوجود فهذا التعاقب ضروري لتحقيق مراد الله في اختبار الخلق ومعرفة مدى قدرة كل فرد منا على الصمود أمام التحديات والتمسك بالأمل في ذروة المحن والابتلاءات.
ومن يقرأ تاريخ الأبطال وسير العظماء في التاريخ يكتشف أن أهم ما يميزهم هو قوة الأمل التي اشتعلت في قلوبهم ودفعتهم إلى اقتحام الصعوبات ومواجهة التحديات بإرادة صلبة وعزيمة قوية، وبعد أن اشعلوا جذوة الأمل في قلوبهم وضعوا لهم أهدافاً عظمية تستثير شغفهم الداخلي وتدفعهم إلى الاصرار على التمسك بالأحلام حتى وصلوا في نهاية المطاف إلى تحقيق طموحاتهم و أهدافهم العظيمة.