كلما يزيد عن حده ينقلب إلى ضده فالحياة قائمة على التوازن الدقيق، وقائمة على معادلات يمكن للإنسان الحاضر الذهن أن يستوعبها ببداهة فطرية، والتفكير نعمة من نعم الله على الإنسان، فالإنسان كائن مفكر وبواسطة التفكير التحليلي يستطيع الإنسان تمييز الصواب من الخطأ، وتصحيح الأخطاء والنجاح والتفوق.
ولكن الاستغراق في التفكير بدون منهجية علمية، وقدرة على الاستخدام الذكي للقدرات الذهنية يتحول من علاج إلى مشكلة ويتحول إلى مصدر للتشويش والارباك والتوتر الزائد والقلق والتردد الذي يفضي إلى التأخر والفشل في الانجاز، وينعكس سلباً على سعادة الشخص وتحديداً الشخص العصامي الذي يبالغ في السعي إلى تحقيق الكمال وهي صفة إيجابية ولكنها تنعكس سلباً على الصحة العقلية عند المبالغة وزيادة التفكير بأي خطأ أو نقص.
ومن مظاهر الاستغراق السلبي في التفكير العجز على التفاعل الإيجابي مع المواقف العملية، وقلة الانجاز مقابل إهدار الكثير من الوقت في التفكير، والشعور الدائم بتأنيب الذات على الأخطاء والخوف المبالغ فيه من الفشل واستنزاف الطاقة في التفكير بالجزئيات البسيطة والتفاصيل الدقيقة.
ومن آليات التخلص من هذه الظاهرة هو الانتباه لتفكيرك، فكلما وجدت نفسك متورطاً في تفكير سلبي في امور لا تدخل في نطاق قدرتك أو مجال عملك حاول الاسترخاء والتنفس واللجوء إلى الله والاستعاذة من وساوس الشيطان، ويمكنك أن تذهب إلى الوضوء وتقوم بأداء ركعتين مع محاولة التفكر والخشوع بحضور ذهني يساعد على الخروج من حالة التشوش الفكري واستعادة الصفاء العقلي.