على أبواب عام جديد وقبل المراجعة لما فات والتخطيط لما هو آت يجب أن تتذكر أن عقلك وإرادتك و وطاقتك وقتك هي هبة الله لك وهي ملكك وحدك وهي سر نجاحك وسعادتك عندما تحسن استثمارها ولا تكفر بنعمة الله بتعطيل عقلك وتخدير إرادتك واهدار وقتك وتبديد طاقتك وتكون بذلك قد اهدرت رباعية النجاح التي امتن الله بها عليك وابتلاك بها ليختبرك قدرتك على إظهار نعمة الله في عملك ونجاحك وفي خدمتك لدينك وأمتك ومجاهدة أهوائك ومقاومة الطغيان والفساد في الأرض.
إن نجاحك في العام الجديد هو قرارك أنت تتخذه أنت وحدك وبكامل إرادتك وأنت المسؤول الأول عنه وأنت المسؤول عن تكييف الظروف البيئية المحيطة والتكيف معها لتجييرها في صالح خطتك ولتحقيق أهدافك، وأنت المسؤول عن التفكير والتخطيط السليم، والمسؤول عن توجيه إرادتك وإدارة طاقتك والتحكم في وقتك.
ولكن تحديد غاياتك النهائية الحقيقية ومعالم المسار الصحيح الذي يجب أن تسير فيه ليس بيدك، ولكنه بيد من منحك العقل والإرادة والطاقة والوقت، ومنحك الحرية ليختبرك قدرتك على التصرف في الموهوب في خدمة الواهب والتعرف عليه ومعرفة حقه، وأن تجعل هواك تبعاً لما جاء به وعقلك مهتدياً بنور شرعه، وإرادتك متصلة بروح التوكل عليه، وطاقتك موظفة في سبيل مرضاته، ووقتك عامراً بالعمل الصالح، ولسانك رطباً بذكره، وقلبك خافقاً بمحبته، وجوارحه منيبة إليه.
فجدير بنا التأمل في كل ذلك قبل التفكير في وضع خططنا للعام الجديد.