بدأ الحديث عن الحاجة إلى حماية الأطفال من ظاهرة الانعزالية والانسحاب من الحياة الاجتماعية والانطواء على الذات يطرح نفسه قبل ظهور جائحة كورونا مع تطورات البيئة الرقمية الحديثة بما تتضمنه من الألعاب الإلكترونية و مختلف أنواع الشاشات التي يقضي الأطفال معظم أوقاتهم معها.
ولكن هذه الظاهرة تصاعدت في الآونة الأخيرة مع ظهور تداعيات الجائحة والمخاوف التي ترافقت معها من انتقال العدوى وظروف الحجر الصحي وسياسات التباعد الاجتماعي، وارتبطت هذه الظروف في بعض الحالات في تفضيل العزلة حتى داخل المنزل نفسه لأسباب نفسية أو لمخاوف من اعتداءات وتنمرات مختلفة.
وبدأ الكثير من الخبراء التربويين يرجحون احتمالية ظهور جيل جديد لا يعتاد فقط على الانعزال ولكنه يفضل هذا الخيار ويحذرون مما يمكن أن يترتب على ذلك من عواقب نفسية واجتماعية.
وقد يزداد الأمر تعقيدا مع ظهور بعض المؤشرات أن السلالة الجديدة لفيروس كورونا قد تكون أكثر خطورة على الأطفال على عكس السلالة السابقة
وتفرض هذه الأجواء جهوداً مضاعفة على الأسرة للتقليل من العواقب السلبية للظاهرة الانعزالية الجبرية والتشجيع على التواصل مع الاصدقاء في السياق المسموح به، مع قضاء الوالدين وقتاً أطول مع الأطفال، وتشجيع أجواء الطمأنينة والسكينة في المنزل، وتعزيز علاقات الدفء الأسري، ومحاولة تشجيع الأطفال الذين تظهر لديهم علامات انطوائية على الاندماج بدون ضغط ، وتحفيزهم على الحديث عن مشاعرهم.