شهد كوكبنا الأرضي يوم الأول من أمس بتاريخ الـ 21 من ديسمبر عدداً من الظواهر الكونية أبرزها الوصول إلى ذروة 'الاقتران الكبير' بين كوكبي المشتري وزحل، وهي ظاهر كونية نادرة لن تتكرر إلا في عام 2080 ويمكن ملاحظتها بالعين المجردة بعد غروب الشمس.
وصادف ذلك اليوم أيضا الوصول إلى ذروة فصل الشتاء في النصف الشمالي من الكرة الأرضية وبداية الانقلاب الشتوي ويحتوي يوم أمس على أقصر نهار في السنة وأطول ليل.
وجميع هذه الظواهر الكونية التي تسير باطراد حكيم وتتكرر في مواقيت دقيقة ومحددة من أعظم الدلائل على الدقة التنسيقية التي تحكم نظام الكون والتي يستحيل أن تكون قد تشكلت بمحض الصدفة العمياء، فالتنسيق الذكي لهذا الكون يشير إلى أن كل كوكب يسير وفقاُ لمجرى محدد بدقة وتقديرات موزونة بحكمة بالغة 'وَالشَّمْسُ تَجْرِي لِمُسْتَقَرٍّ لَّهَا ذَلِكَ تَقْدِيرُ الْعَزِيزِ الْعَلِيمِ*وَالْقَمَرَ قَدَّرْنَاهُ مَنَازِلَ حَتَّى عَادَ كَالْعُرْجُونِ الْقَدِيمِ*لَا الشَّمْسُ يَنبَغِي لَهَا أَن تُدْرِكَ الْقَمَرَ وَلَا اللَّيْلُ سَابِقُ النَّهَارِ وَكُلٌّ فِي فَلَكٍ يَسْبَحُونَ'
وهذا التناسق الكوني العظيم يفرض على الإنسان العاقل التأمل في هذا الخلق وهذه الدورة الكونية، وتعظيم الخالق البديع والمصور 'إِنَّ فِي خَلْقِ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَاخْتِلَافِ اللَّيْلِ وَالنَّهَارِ لَآيَاتٍ لِّأُولِي الْأَلْبَابِ*الَّذِينَ يَذْكُرُونَ اللَّـهَ قِيَامًا وَقُعُودًا وَعَلَىٰ جُنُوبِهِمْ وَيَتَفَكَّرُونَ فِي خَلْقِ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ رَبَّنَا مَا خَلَقْتَ هَـٰذَا بَاطِلًا سُبْحَانَكَ فَقِنَا عَذَابَ النَّارِ'.
والتربية على التأمل في الكون ينبغي أن تحتل مساحة مناسبة في برامجنا التربوية ويمكن تدريسها نظريا وميدانياً بالخروج إلى فضاءات تتيح مشاهدة هذه الظواهر واستخدام أدوات الرصد الحديثة.