مع الإعلان عن ظهور سلالة جديدة من وباء كورنا يبدو أن الجيل الجديد من أبنائنا الناشئين سيواجهون تحديات جديدة كما ستتأكد التخوفات والبيانات التي أعلنت عنها بعض المنظمات الإنسانية مع ظهور السلالة الأولى من الوباء.
وكانت منظمة اليونيسيف قد حذرت من ظهور جيل ضائع مع استمرار جائحة فيروس كورونا في الإضرار بتعليم الأطفال وتغذيتهم وصحتهم، في ظل انزلاق 150 مليون طفل إضافي إلى الفقر متعدد الأبعاد حتى منتصف 2022
ويبدو أن الانزلاق ما يزال يسير في خط تصاعدي.
وتؤكد دراسات أخرى ظهور اشكاليات تربوية كثيرة عند جيل المراهقين في عصر كورونا مع الانقطاع عن المدارس، خاصة في الأسر الغير مؤهلة للقيام بدور التعليم المنزلي، و زيادة العزلة الاجتماعية وانعدام وسائل التعلم الالكتروني لدى الأسر الفقيرة وتوسع الفجوة الرقمية وظهور آثار سلبية وخيمة على قدرات بعض الأطفال الإدراكية والمعرفية وعلى مشاعرهم فضلا عن التأخر الأكاديمي ونقص التنشئة الاجتماعية والاشكاليات النفسية والعاطفية.
وتعرض الكثير من الأطفال للعنف والتحرش وإشكاليات كثيرة ستضع بصماتها السلبية الطويلة الأمد في هذا الجيل الذي سيعاني الكثير من الاضطرابات النفسية والتأخر التحصيلي وافتقاد الكفاءات المعرفية والعاطفية والاجتماعية مع التعرض في نفس الوقت لمعلومات تفوق قدراتهم النفسية تتعلق بالوباء ومخاطره.
وجميع هذه التداعيات تفرض أعباء تربوية كبيرة على الأسرة والمؤسسات التربوية والمؤسسات الاجتماعية والخيرية للقيام بمسؤولياتها للتخفيف من هذه الآثار السلبية وتلبية احتياجات جيل كرونا التربوية والتي تتثمل في الحماية من العنف المنزلي بجميع أنواعه، والعناية بالصحة النفسية والعقلية للأبناء والصحة الجسدية وابتكار آليات للتعليم التعويضي في المنزل بواسطة الوالدين أو بعض التطبيقات، وابتكار قنوات للتواصل الاجتماعي وتعزيز روابط الأخوة وغير ذلك.
ومن المهم التخطيط الاستراتيجي من الآن لدراسة الآثار السلبية على جيل كورونا في جميع المستويات العمرية ولا سيما جيل المراهقين، و في كل مجتمع على حدة، وتحديد وسائل معالجة هذه الآثار.