التربية بالكلمة تربية تختزل الكثير من المعاني والدروس، فالكلمة تقتل والكلمة تحدث ألماً في النفس أكثر من الألم في الجسد، والكلمة في نفس الوقت تحيي الروح الميتة، وتبلسم الجروح وتصنع السعادة وتحفز على النجاح، ومن هنا جاء الأمر الإلهي بالحرص على التربية بالقول الحسن بتوجيه يحمل معنى الوجوب' وقولوا للناس حسنا'.
ولأهمية الكلمة قال النبي صلى الله عليه وسلم 'إنَّ العبد ليتكلّم بالكلمة -مِنْ رضوان الله- لا يُلْقِي لها بالاً، يرفعه الله بها في الجنة, وإن العبد ليتكلم بالكلمة -من سَخَط الله- لا يُلْقِي لها بالاً، يهوي بها في جهنم'.
ونظراً لتقدير النبي صلى الله عليه وسلم صاحب الخلق العظيم الذي أدبه ربه فأحسن تأديبه لأهمية التربية بالكلمة الطيبة فقد كان يعلم أزواجه وأصحابه أهمية الكلمة الحسنة وخطورة الكلمة السيئة وعندما وصفت أم المؤمنين عائشة رضي الله عنها أم المؤمنين صفية رضي الله عنها بأنها قصيرة فقد قال عليه الصلاة والسلام: يا عائشة, لقد قلت كلمة لو مزجت بمياه البحر لأفسدته.
وقد أكدت الدراسات العلمية أن تأثير الكلمة الطيبة على الدماغ يشبه تأثير إعطاء المال وهذا يؤكد ما جاء في صحيح البخاري عن النبي صلى الله عليه وسلم ' الكلمة الطيبة صدقة'.
وأشارت دراسة علمية إلى أن المرضى الذين خضعوا للعلاج السلوكي المعرفي بواسطة الكلمة شعروا بتحسُّن كبير أثناء العلاج بالكلام، استمر لمدة سنة كاملة؛ لأنهم تعلموا عن طريق جلسات الكلام الإيجابي، والمناقشة الهادئة كيفية التعامل السليم مع حالتهم'.
نسأل الله أن يجعلنا من الذين هدوا إلى الطيب من القول وتربية أنفسنا و الآخرين بالكلمة الطيبة.