نختتم اليوم مقالاتنا عن العادات بهذا المقال التحفيزي للتنبيه على أهمية التفكير في عاداتنا لأن هذه العادات هي التي تعكس في الأخير نمط حياتنا، فحياتك أخي الكريم هي مجموع عاداتك، وعاداتك هي قصة حياتك فاحرص على كتابة فصولها بالصورة التي تحب أن تقرأها في المستقبل، وتحب أن تجدها في كتابك يوم يعرض كتاب حياتك بيمينك أو شمالك.
عاداتك ليس قدراً محتوماً، ولكنه نتاج قرار حر يتخذه كل من يتحرر من أسر الأوهام الحتمية، ولو كانت قدراً محتوما لا مجال لتغييره ما أرسل الله الأنبياء والرسل، و لهذا كانت حجة التمسك بالعادات السلبية هي حجة الكثير من أعداء الأنبياء 'وَإِذَا قِيلَ لَهُمُ ٱتَّبِعُواْ مَآ أَنزَلَ ٱللَّهُ قَالُواْ بَلْ نَتَّبِعُ مَآ أَلْفَيْنَا عَلَيْهِ ءَابَآءَنَآ ۗ أَوَلَوْ كَانَ ءَابَآؤُهُمْ لَا يَعْقِلُونَ شَيْـًٔا وَلَا يَهْتَدُونَ' 'وكذلك ما أرسلنا من قبلك في قرية من نذير إلا قال مترفوها إنا وجدنا آباءنا على أمة وإنا على آثارهم مقتدون' 'قال أولو جئتكم بأهدى مما وجدتم عليه آباءكم قالوا إنا بما أرسلتم به كافرون'.
إن الجهد المبذول في سبيل تغيير عاداتك السلبية واكتساب العادات الإيجابية جهد يستحق العناء وسوف تتحول مرارة الصبر المؤقت عليه إلى سعادة دائمة وتشعر حينها بالرضا العميق عن الذات، وتندم على ما أمضيته من حياتك في سبات الاستسلام للعادات السلبية، وإذا كان النجاح في الحياة المادية مقرون باكتساب عادات الناجحين، فإن النجاح في الآخرة مقرون باكتساب عادات المؤمنون القادرين على التحرر من أسر العادات الجاهلية.