تحدثنا في مقال الأمس عن أهمية الوعي بطريقة اكتساب العادات للتحرر من حالة الاستسلام للعادات السلبية، وسنتحدث اليوم عن أهمية اكتساب العادات الإيجابية، وقد اتضح من المقال السابق قابلية الإنسان لاكتساب عادات جديدة وأن الإنسان مفطور على هذه القابلية، وأن الإنسان إذا لم يوظف هذه القابلية لخدمة أهدافه فإن الظروف أو الآخرين سيوظفون هذه القابلية لديه لخدمة أهدافهم.
ومن أهم العادات الإيجابية التي يجب على الإنسان اكتسابها في هذا العصر هي عادة تنظيم الوقت في البيئة الرقمية الحديثة وفي ظل إغراءات مواقع التواصل، فالاستسلام لهذه الاغراءات يقود إلى الإدمان وتبديد الوقت وبالتالي تبديد حياة الإنسان في التسلية الفارغة من الإنجاز، ومن هنا تأتي أهمية التخطيط لروتين يومي يساعدك على التعامل الذكي مع مواقع التواصل والاستفادة من الإيجابيات وتجنب السلبيات.
وللتخلص من عادة إهدار الوقت في مواقع التواصل تحتاج في البداية للتعرف على عاداتك السلبية في التعامل مع مواقع التواصل والوقت التي تقضيه وأن تراقب نفسك لمدة أسبوع وتحصي عدد الساعات التي قضيتها على مواقع التواصل في متابعات لا جدوى منها ولم تعد عليك بالفائدة العلمية والعملية، وللعلم فإن هناك خاصية في الهواتف الذكية تعطيك كم صرفت من الوقت خلال فترة معينة وفي أي التطبيقات، فاستفد منها.
وبعد ذلك حدد خطوة سهلة للقيام بها للتخلص من عادة سلبية واحدة من عادات الوقت المهدور واستبدالها بعادة إيجابية مثل قراءة كتاب أو حتى متابعة موقع تعليمي أو التسجيل في دورة الكترونية لتعزيز أو اكتساب مهارة، وخذ هذه الخطوة بعزيمة ومجاهدة بشرط ان تكون العادة الجديدة سهلة تتضمن قدراً يسيرا من التغيير فلا تكلف نفسك فوق طاقتها، فالمهم في البداية هو الكيف وليس الكم.
بعد أسبوع سجل ما استفدته من العادة الجديدة واكتب عن تجربتك وانشرها في مواقع التواصل أو تحدث عنها إلى أصدقائك فهذا يساعدك على الثبات على العادة الجديدة وترسيخها في نفسك، وبعد نجاح التجربة الأولى يمكنك تكرارها، ومن المهم في جميع الأحوال عدم الارتكاس أو الاستسلام لليأس عند التعثر.