اعتدنا كثيراً على الحديث عن عناد الأبناء ومشكلة الطفل العنيد، ولكننا لا نتساءل عن عناد أكثر أهمية وهو عناد الآباء، فالكثير من الآباء الذين يشعرون بالقلق من عناد أبنائهم لا يدركون أن عنادهم هم في التربية والتعامل برأس يابس من أهم أسباب عناد الأبناء.
فالوالد العنيد في تعامله مع أطفاله، والذي يحشر نفسه في كل صغير وكبيرة، ويحاسب أطفاله على كل شاردة وواردة، ويميل إلى التحكم والسيطرة و يكتم أنفاس الطفل ويسبب لديه نفور وعناد مماثل فيواجه الطفل العناد بالعناد ويلجأ إلى البكاء المتواصل من أجل الضغط للحصول على مطالبه.
والأب العنيد هو في الحقيقة أب متسلط يفضل توجيه الأوامر وينتظر من الجميع السمع والطاعة بدون أي نقاش، لأنه يعتقد أن الطفل يجب أن يستوعب فضيلة طاعة الوالدين كاستحقاق بدون تربية تساعد على اكتساب هذه الفضيلة ، وبدون النظر في احتياجات الطفل الخاصة.
وقد يندفع الأب العنيد إلى العقاب البدني أو المعنوي كالتعليقات السلبية على سلوكيات الأبناء أو اللجوء إلى تهميش الطفل الذي لا يستمع إلى الأوامر، فيتولد نتيجة لهذه الأساليب إحساس بالظلم عند الأبناء.
ولو تأمل الأب العنيد في تصرفاته لوجد أنها نفس التصرفات التي كان لا يحبها في تصرفات والده، فالأب العنيد في الغالب يعكس التربية تلقاها من والده على أبنائه بصورة لا إرادية، والتفكير الواعي في هذه التصرفات يساعد على تحرير الأب من تأثير النمط التربوي الذي تربى عليه، والتفكير بعقلانية في تصرفاته مع أبنائه.