نتوقف في هذا اليوم المبارك أمام آية قرآنية لو تأملها كل شارد عن طريق الحق، وكل مخدوع ببهرج القوة مفتون بالمال سكران بخمرة الشهوة، وكل من رانت على قلبه الغفلة وسار في طريق الخيانة لأمته والحرب على هويته وتلفيق الاتهامات الباطلة لأبناء جلدته، والتودد إلى أعداء دينه وعقيدته، لو تأمل جميع هؤلاء هذه الآية وفي قلوبهم ذرة من إيمان صادق؛ لاستفاقوا من سكرة الغفلة، واستجابوا لنداء الفطرة وتحرروا من أوحال الطريق الضال واستقاموا على الطريقة؛ يقول تعالى قدره' ووضع الكتاب فترى المجرمين مشفقين مما فيه ويقولون يا ويلتنا مال هذا الكتاب لا يغادر صغيرة ولا كبيرة إلا أحصاها ووجدوا ما عملوا حاضرا ولا يظلم ربك أحدا' إنه يوم قادم لا محالة سيكتشف فيه كل مجرم وغافل أن هذه الحياة مجرد حلم عابر قياساً بالحياة الحقيقية، وحين يكشف عنه الغطاء ينتهي عهد الكذب و الخداع والنفاق، ينتهي عهد ممارسة الجرائم والخيانات، وارتكاب المظالم، وتبدأ مرحلة الحساب، ويوضع الكتاب وتبدأ الحسرة والاستغراب' ويقولون يا ويلتنا مال هذا الكتاب لا يغادر صغيرة ولا كبيرة إلا أحصاها' لقد ظنوا أن أعمالهم طالما لم يحاسبهم الله عليها في الدنيا فلن يحاسبوهم عليها في الآخرة وهيهات هيهات لا ظلم اليوم 'ووجدوا ما عملوا حاضرا ولا يظلم ربك أحدا '
فما أحوجنا إخوة الإيمان إلى الاستعداد لهذا اليوم الفصل، وتجديد التوبة والعهد مع الله. نسأل الله أن يجعلنا ممن يستمع القول فيتبع أحسنه.