استكمالاً لمقال سابق بعنوان تربية الدفء الأبوي نواصل في هذا المقال الحديث عن أبعاد هذه التربية التي تعتمد على غمر الأبناء بعاطفتي الأبوة والأمومة وإحاطتهم بالرعاية واللمسات الحانية؛ ونخصص هذا المقال لتوضيح الفرق بين تربية اللمسات الحانية والدفء الأبوي المحمودة وبين تربية التدليل المذمومة.
فتربية اللمسات الحانية والدفء الأبوي والتربيت على الأبناء لا تعني إقرارهم على أي خطأ، ولا تعني المبالغة في الثناء عليهم بما لا يستحقونه أو السكوت على حماقاتهم، ولكن تربية اللمسات الحانية هي أسلوب في التواصل والتعليم معالجة الأخطاء والتدليل سكوت عن الأخطاء.
فتربية اللمسات الحانية تعالج أي خطأ بالتربيت الحاني على الابن وإشعاره بالحب والعاطفة والحرص على مصلحته وتقديم النصيحة في جو من الدفء الأبوي وحتى عندما يقتضي نوعاً من العقوبة والتعامل الحازم فالأفضل أن يكون مع تحسيس الأبناء بالرعاية والحرص على مصلحتهم.
إن تربية اللمسات الحانية والدفء ليست تربية دلال، لأنها لا تعني غض الطرف عن الأخطاء ولا تعني تلبية جميع مطالب الأبناء، ولكنها على العكس تعني الحرص على إصلاح الأخطاء بالحب والحنان والعلاقة العاطفية القوية بين الوالدين والأبناء والتي تدفع الأبناء للإصغاء لكلام الآباء وتفرض على الآباء الاصغاء إلى الأبناء واحترام وجهات نظرهم والصبر على الحوار معهم والحرص على تصحيح أي خطأ يصدر من الأبناء بالحكمة والحوار والأنفاس الدافئة والتربيت العاطفي بدون أي تسامح مع أي خطأ.