التربية على الموضوعية ليس مجرد تربية فكرية عقلية فالتفكير الموضوعي ينعكس بصورة إيجابية على حياة الإنسان النفسية والعملية ويساعده على قراءة الواقع قراءة صحيحة، وإصدار أحكام صائبة واتخاذ قرارات صحيحة، ويساعده على التمييز بين الأصدقاء والحلفاء والخصوم ومستويات كل فريق.
فالخصوم ليسوا سواءً فهناك خصوم يمكن التفاهم معهم على بعض المشتركات الإنسانية، وهناك خصوم تكون المشكلة معهم مشكلة وجود، فالخصم الذي يرى أن وجودك مشكلة، وأنه لابد أن يلغيك أو يطردك من وطنك أو يفرض عليك سيادته لا يترك لك أي مجال للتفاهم معه ولا سبيل للتعامل معه إلا بجميع وسائل المقاومة المشروعة.
وهناك حلفاء يتفقون معك في حدود معينة وفي مواقف خاصة ويختلفون معك في مواقف أخرى.
والتفكير الموضوعي هو الذي يساعدك على معرفة صديقك ودرجة صداقته، وخصمك ومستوى خصومته وحليفك وحدود تحالفك معه.
وبناء على هذا التحديد تحدد طريقة تعاملك مع كل طرف بناء على أهدافك واستراتيجياتك، ومن خلال التفكير الموضوعي تستطيع تحليل مشكلاتك ومعرفة أسبابها الرئيسة وكيفية معالجاتها المعالجة الصحيحة و كيفية التثبت من المعلومات وكيفية الاستفادة من الحقائق والمعارف الموجودة في الثقافات الأخرى وكيفية إنصاف الآخرين وعدم بخسهم حقوقهم، وبالتفكير الموضوعي يمارس الإنسان النقد الذاتي لتقييم نفسه ومواقفه.
ومن عوائق التفكير الموضوعي التعصب والغرور و الانحيازيات العرقية والمذهبية، والاستسلام للتصورات المسبقة والانسياق وراء العواطف والأهواء والانشداد إلى العادات والتقاليد بدون تقييم عقلاني لهذه العادات، والتوسع في نظرية المؤامرة والاعتماد على الظنون والأوهام التي لا تغني عن الحق شيئا.