التربية على التزكية من أهم جوانب التربية التي يجب تتميز بها أمتنا، فهي أساس الفلاح والنجاح في الدنيا والآخرة، فمن ضيع الله والآخرة فما ربحت تجارته ولا استقرت سعادته، ولا أدرك معنى وجوده، ووقع في فخ الحيرة والضياع مهما حاول أن يتهرب من أسئلة المصير والحياة بعد الموت.
والتربية على التزكية مهمة للنجاح في التعامل مع صراع إرادات الخير والشر 'وَنَفْسٍ وَمَا سَوَّاهَا * فَأَلْهَمَهَا فُجُورَهَا وَتَقْوَاهَا * قَدْ أَفْلَحَ مَنْ زَكَّاهَا * وَقَدْ خَابَ مَنْ دَسَّاهَا' فإذا نجح المسلم في تزكية نفسه انعكست هذه التزكية على واقعه وتعاملاته مع الآخرين فيحترم غيره ولا يسخر من فرد أو قوم ولا يتلفظ إلا بالألفاظ الحسنة ويتخلق بأخلاق القرآن الكريم' يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا يَسْخَرْ قَوْمٌ مِنْ قَوْمٍ عَسَى أَنْ يَكُونُوا خَيْرًا مِنْهُمْ وَلَا نِسَاءٌ مِنْ نِسَاءٍ عَسَى أَنْ يَكُنَّ خَيْرًا مِنْهُنَّ وَلَا تَلْمِزُوا أَنْفُسَكُمْ وَلَا تَنَابَزُوا بِالْأَلْقَابِ بِئْسَ الِاسْمُ الْفُسُوقُ بَعْدَ الْإِيمَانِ'.
والحاجة إلى التربية على التزكية تتأكد في ظل تنامي وتيرة الحياة المادية، وغلبة البعد الدنيوي على السلوكيات، ولأن مؤسسات التربية الرسمية لا تهتم في الغالب في تزكية المربي وتأهيله لتربية المتربيين على التزكية الحقيقية فإن واجب الأسرة ومؤسسات التربية الخاصة إيلاء التزكية أهمية خاصة، لأن التزكية لا يتم تلقينها مجرد تلقين، و إذا كان المربي لا يتمثل قيم التزكية فإن دعوته إلى التزكية تتحول إلى فتنة فالمتربي يتأثر بالسلوك أكثر من تأثره بالكلمات.