التربية على التكامل النفسي لها أهميتها البالغة في عالم يموج بالاضطرابات المناخية والوبائية والسياسية والاقتصادية فضلاً عن الاضطرابات الفكرية والنفسية والعقلية، ولا يتحقق هذا التكامل على الوجه الصحيح إلا في ضوء الفهم الصحيح للدين الحق و هداية القرآن الكريم والتصور الإسلامي للإنسان والحياة والكون وكيفية الوعي بالأنا والذات والآخر في ضوء هذا التصور.
والتربية على التكامل النفسي تلبي احتياجات الروح والوجدان والفكر والجسد، وتحدد الهوية الفردية والجماعية ولا يعني ذلك الميل إلى التبسيط لمفهوم التكامل النفسي أو إنكار وجود تعقيدات تحتاج إلى الاستفادة من العلوم التجريبية في مساعدة الانسان على تحقيق التكامل والتوازن النفسي، بل إن التربية على التكامل النفسي تفرض على المتربي الانفتاح على التجربة الإنسانية والبحث عن السنن والقوانين التي تتحكم في عالم المادة وعالم ما في الأنفس باعتبار هذه السنن كلمات الله الكونية التي سخرها الله للإنسان لتطوير نفسه وعمارة الأرض.
والتربية على التكامل النفسي تتعامل مع نفس مفطورة على نوازع الخير والشر ووظيفة التربية مساعدة الإنسان على تزكية نفسه والتغلب على نوازع الشر وتوظيف طاقاته النفسية في خدمة الإنسانية ومحاربة الفساد في الأرض والعمل على إقامة موازين القسط، والتربية على التكامل تساعد المتربي على تجاوز الصراعات الداخلية والشعور بالطمأنينة الإيجابية التي تحفزه على العمل بروح مفعمة بالأمل.