في مثل هذا اليوم الأول من نوفمبر في عام 1954 قرر الشعب الجزائري التحرر من نير الاستعمار الفرنسي العنصري الدموي، وخرج في ثورة عارمة استشهد فيها أكثر من مليون ونصف مليون جزائري.
ارتكب الاستعمار الفرنسي في قمع هذه الثورة ابشع المجازر الوحشية والاعتقال الجماعي للأهالي والتعذيب، ولم تسلم جثامين الشهداء الطاهرة من التمثيل الوحشي فقد أخذ الاستعمار الكثير من جثث الشهداء الجزائريين وأرسلهم إلى مرسيليا لصناعة الصابون والسكر من عظامهم.
وتورط الاستعمار الفرنسي في الجزائر في تجارة الرقيق من أفريقيا وتفوق على غيره من الأنظمة الاستعمارية في حرصه على استهداف هويات الشعوب التي حكمها ومحاربة الأخلاق والقيم الإسلامية، ومحاولة صناعة إسلام خاص يتلاءم مع السياسات الاستعمارية.
ويبدو أن فرنسا لم تخرج من عباءة العقلية الاستعمارية في نظرتها إلى الإسلام والمسلمين وما تزال مهووسة بمحاولة قمع الوجود الإسلامي في فرنسا وخارج فرنسا وتعبر عن أزمتها تجاه الإسلام وترمي التهمة على الإسلام.
ورغم كل جرائم فرنسا التي ذهب ضحيتها الملايين من المسلمين والعرب فإن العرب والمسلمين لا يتهمون الشعب الفرنسي بارتكاب هذه الجرائم ويؤكدون أن مشكلتهم مع السياسات الاستعمارية وليست مع الشعب.
وحتى الآن لم تعتذر الحكومة الفرنسية عن جرائمها في الجزائر وغيرها ولا تريد أن تقدم أي تعويضات عادلة.
نسأل الله أن يتغمد شهداء الجزائر بواسع رحمته وأن يحقق للجزائر وجميع الشعوب العربية والإسلام أحلامها بالتحرر من جميع مظاهر التبعية للاستعمار.