في الوقت الذي قرر فيه المسلمون الدفاع عن حريتهم وإنسانيتهم و الانتصار لكرامتهم ورسالتهم الحضارية بمقاطعة البضائع الفرنسية بأسلوب حضاري، دفعت التنظيمات المخابراتية أو المخترقة من المخابرات ببعض المتطرفين الذين يتم إعدادهم بطرق نفسية للقيام بعملية إجرامية للتشويش على قضية المسلمين العادلة، وتأكيد الصورة العنيفة التي تحاول المنظمات المعادية للإسلام ترسيخها عن نبي الرحمة العالمية، وعن الإسلام والمسلمين.
ومن هنا تأتي أهمية التعريف بالرحمة المهداة للبشرية والتأكيد أن هؤلاء الجانحين الذين توظفهم المخابرات أو تنظيمات العنف أبعد ما يكونون عن دين الإسلام ودين الرحمة والقيم الإنسانية.
فقد كان نبينا العظيم رحيماً بالمؤمنين وغير المؤمنين 'َقَدْ جَاءَكُمْ رَسُولٌ مِّنْ أَنفُسِكُمْ عَزِيزٌ عَلَيْهِ مَا عَنِتُّمْ حَرِيصٌ عَلَيْكُم بِالْمُؤْمِنِينَ رَءُوفٌ رَّحِيمٌ' بل إن الرحمة المحمدية تجاوزت البشر ووصلت إلى الحيوان والجماد، و حتى الرحمة بالأعداء، فأثناء جهاد المعتدين الغاشمين كان يوصى أصحابه 'لا تَغْدِرُوا وَلَا تَغُلُّوا وَلَا تُمَثِّلُوا وَلَا تَقْتُلُوا الْوِلْدَانَ وَلَا أَصْحَابَ الصَّوَامِعِ'.
ومن مظاهر رحمته بالحيوان نهييه عن اتخاذ الحيوانات أهدافاً لتعلم الرماية عن ابن عمر رضي الله عنهما 'أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - لعن من اتخذ شيئا فيه الروح غرضا' رواه مسلم وعن ابن عمر ـ رضي الله عنهما أيضاً' أن النبي - صلى الله عليه وسلم - لعن من مَثَّل بالحيوان' ومن مظاهر رحمته بغير المسلمين أنه كان يرفض الدعاء عليهم ولعنهم، عن أبي هريرة ـ رضي الله عنه ـ أنه قال: قيل : يا رسول الله، ادع على المشركين، قال: ( إني لم أبعث لعانا، وإنما بعثت رحمة ) رواه مسلم.
وجاء في البخاري' من قتل معاهداً لم يرح (يشم) رائحة الجنة' وعن أبي داوود' إلّا من ظلم معاهَدَاً، أو انتقصه حقه، أو كلفه فوق طاقته، أو أخذ منه شيئا بغير طيب نفس منه، فأنا حجيجه يوم القيامة' وهذه الأخلاق وغيرها مما لا يتسع المقام لذكره ما هي نقطة من فيض رحمته التي رباه الله عليها وبعثه بها' وَمَا أَرْسَلْنَاكَ إِلَّا رَحْمَةً لِلْعَالَمِينَ'