شاءت إرادة الله انظار شياطين الأنس والجن ليمارسوا دورهم في الغواية والوسوسة حتى تكتمل مقومات الابتلاء في دار الاختبار ،وفي المقابل لم يجعل الله للشياطين أي سلطة على الإنسان المؤمن المتقي والمخلص الذاكر لله كثيرا 'قَالَ فَبِعِزَّتِكَ لَأُغْوِيَنَّهُمْ أَجْمَعِينَ * إِلَّا عِبَادَكَ مِنْهُمُ الْمُخْلَصِينَ'
وقد وعد الله بعدم تسليط الشياطين على عباده السائرين في طريق العبودية الحقة لله عز وجل' إِنَّ عِبَادِي لَيْسَ لَكَ عَلَيْهِمْ سُلْطَانٌ وَكَفَى بِرَبِّكَ وَكِيلاً '
وقد يغفل المؤمن وتضعف مناعته فتهاجمه فيروسات الوسوسة، فالواجب في هذه المرحلة أن يبادر إلى الذكر ليحافظ على نقاء بصيرته قبل أن تتراكم عليها فيروسات الوسوسة فتتحول الوسوسة إلى نية وتتحول النية إلى عمل غير صالح يقول تعالى' إن الذين اتقوا إذا مسهم طائف من الشيطان تذكروا فإذا هم مبصرون' فمقاومة الوسوسة والنزغ الشيطاني تبدأ بالتذكر وجلاء البصيرة واللجوء إلى الله 'وَإِمَّا يَنزَغَنَّكَ مِنَ الشَّيْطَانِ نَزْغٌ فَاسْتَعِذْ بِاللَّهِ ۚ إِنَّهُ سَمِيعٌ عَلِيمٌ'.
وبدوام الذكر والحفاظ على أذكار الصباح والمساء وزيادة الإيمان وصدق التوكل تقوي مناعة المسلم ضد فيروسات وساوس الشيطان قال تعالى' نَّهُ لَيْسَ لَهُ سُلْطَانٌ عَلَى الَّذِينَ آمَنُوا وَعَلَىٰ رَبِّهِمْ يَتَوَكَّلُونَ'.
ومن وسائل الوقاية من الشيطان المعرفة والعلم بمداخله وأساليبه' يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تَتَّبِعُوا خُطُوَاتِ الشَّيْطَانِ ۚ وَمَنْ يَتَّبِعْ خُطُوَاتِ الشَّيْطَانِ فَإِنَّهُ يَأْمُرُ بِالْفَحْشَاءِ وَالْمُنْكَرِ' نسأل الله أن يجعلنا ممن يستمعون القول فيتبعون أحسنه.