الإسلام منهج شامل لإصلاح بيئة الإنسان الداخلية والخارجية، إصلاح القلب والعقل، والنفس والإرادة والوجدان والمنطق، وإصلاح السلوك والعلاقات الإنسانية بين البشر، وإصلاح الأرض والحفاظ عليها من كل التصرفات الطائشة التي تهلك الحرث والنسل وتساعد على انشتار الأوبئة والاشعاعات الضارة، والاحتباسات الحرارية، وتلوث الفضاء.
والإسلام هو المنهج الأسلم في إصلاح كل ذلك، لأن منهج الإصلاح في الإسلام هو المنهج الوحيد الصادر عن خالق الإنسان والكون الذي له الخلق وله الأمر، والذي يعلم طبيعة الإنسان والكون ويعلم ما ركبه في طبيعة الإنسان من غرائز الفساد والإصلاح' فألهمها فجورها وتقواها' ويعلم ما يضره ما ينفعه، وهو الذي خلق الطبيعة بتنوعاتها' ألم ترَ أَنَّ اللَّهَ أَنزَلَ مِنَ السَّمَاء مَاء فَأَخْرَجْنَا بِهِ ثَمَرَاتٍ مُّخْتَلِفًا أَلْوَانُهَا وَمِنَ الْجِبَالِ جُدَدٌ بِيضٌ وَحُمْرٌ مُّخْتَلِفٌ أَلْوَانُهَا وَغَرَابِيبُ سُودٌ' 'صُنْعَ اللَّهِ الَّذِي أَتْقَنَ كُلَّ شَيْءٍ إِنَّهُ خَبِيرٌ بِمَا تَفْعَلُونَ'.
وشُعَبُ الإيمان في الإسلام تشمل الحفاظ بيئة الإنسان الداخلية بالحفاظ على القلب من أمراض القسوة وفتنة الشهوات، والحفاظ على الفكر من أدران الشرك وفتنة الشبهات، والحفاظ على الجسم بالطهارة والامتناع عن الخبائث، وتشمل الحفاظ على البيئة الخارجية بالحفاظ على المجتمع بتطبيق أحكام الشريعة والأمر بالمعروف والنهي عن والمنكر، والحفاظ على الأرض بمنع الفساد فيها والحفاظ على البيئة من كل مظاهر الأذى وأدنى شعب الإيمان إماطة الأذى من الطريق.
إنه منهج الإسلام في الحفاظ على البيئة منهج شامل يشمل البيئة الداخلية للإنسان والبيئة الاجتماعية والبيئة الاقتصادية لحمايته من الظلم والغش وبخس الناس حقوقهم' فَأَوْفُوا الْكَيْلَ وَالْمِيزَانَ وَلا تَبْخَسُوا النَّاسَ أَشْيَاءَهُمْ وَلا تُفْسِدُوا فِي الأَرْضِ بَعْدَ إِصْلاحِهَا'.