إعلامي إماراتي .. مستشار في علم النفس التربوي

الكلمة الطيبة هويتها ثابتة وسموها يعانق السماء
من الأمثلة القرآنية التي ضربها الله عز وجل مثل الكلمة الطيبة ذات الأصل الراسخ المتشبث بالجذور والتي تنطلق من أعماق هوية الأمة وتعبر عن روحها وإيمانها وحضارتها، وتنطلق في آفاق الفعل الحضاري وتواكب التغيرات وتصنعها وتنتج باستمرار وكل حين بإذن الله بعد إتباع الأسباب وشحذ الطاقات. 
وفي مقابل هذه الكلمة الطيبة يضرب لنا القرآن الكريم مثلاً بالكلمة الخبيثة التي لا تعكس العمق الإيماني والأخلاقي والحضاري للإنسان المؤمن، و تبدو مُنبتَّة الصلة بالأرضية القيمية والفكرية ولا تعكس إلا حالة النزق اللحظية أو حالة التماهي مع ثقافة الآخرين أو حالة الغريزة أو حالة التخبط.
 ومثل هذه الكلمة هي نتاج الهزيمة الحضارية ونتاج استمراء الظلم والتطبع عليه حتى يطبع الله على قلوب الظالمين فلا يهتدون إلى الحق، ويثبت الله الذين آمنوا بالقول الثابت الراسخ في جذور الهوية والعمق الإيماني والحضاري، القول المتضمن لذكر الله والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر.
 وبناء على هذا الثبات يحصدون النتيجة في الثبات على كلمة التوحيد والحق في الآخرة' أَلَمْ تَرَ كَيْفَ ضَرَبَ اللَّهُ مَثَلًا كَلِمَةً طَيِّبَةً كَشَجَرَةٍ طَيِّبَةٍ أَصْلُهَا ثَابِتٌ وَفَرْعُهَا فِي السَّمَاءِ * تُؤْتِي أُكُلَهَا كُلَّ حِينٍ بِإِذْنِ رَبِّهَا وَيَضْرِبُ اللَّهُ الْأَمْثَالَ لِلنَّاسِ لَعَلَّهُمْ يَتَذَكَّرُونَ * وَمَثَلُ كَلِمَةٍ خَبِيثَةٍ كَشَجَرَةٍ خَبِيثَةٍ اجْتُثَّتْ مِنْ فَوْقِ الْأَرْضِ مَا لَهَا مِنْ قَرَارٍ * يُثَبِّتُ اللَّهُ الَّذِينَ آَمَنُوا بِالْقَوْلِ الثَّابِتِ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَفِي الْآَخِرَةِ وَيُضِلُّ اللَّهُ الظَّالِمِينَ وَيَفْعَلُ اللَّهُ مَا يَشَاءُ'