احتفل اليونيسكو يوم قبل يومين في الخامس من تشرين باليوم العالمي للمعلم تحت شعار 'المعلّمون: القيادة في الأزمات ووضع تصوّر جديد للمستقبل' وركز اليونيسكو على تأثير جائحة كورونا على المعلمين مشيرة إلى أنّ الأزمة الناجمة عن جائحة كوفيد-19 أثرت في أكثر من 63 مليون معلم.
والحقيقية أن ثمة أزمات يعيشها المعلمين في العالم العربي تؤثر على المعلمين والعملية التعليمية أكثر بكثير من التأثير المؤقت لجائحة كورونا ومنها الكوارث التي يعيشها المعلمون في مناطق الصراعات، ففي بعض دول الصراع يعيش عشرات الآلاف من المعلمين بدون مرتبات بسبب الحرب، ويحصل المعلمون في معظم الدول العربية على مرتبات ضئيلة لا توفر لهم متطلبات الحياة الكريمة.
وفي الدول الغنية يعيش المعلمون في أوضاع أمنية تصادر حرياتهم في مناقشة السياسات التعليمية ووضع المناهج و يصادر حقهم في الحرية المهنية والأكاديمية في اختيار الأساليب المناسبة لتحقيق الأهداف التدريسية فضلاً عن الضغوط السياسية العامة وما يتعرض له بعض رواد التعليم من اعتقالات تعسفية وتغييب للكوادر المهنية في السجون وغياب حرية التعبير، مع غياب المشاركة المجتمعية في رسم سياسة التعليم.
لقد تحولت البيئة التعليمية بفضل سياسات القمع والأجواء الخانقة للإبداع إلى بيئة طاردة للخبرات، وقد اضطر الكثير من المعلمين إلى ترك مهنة التعليم والبحث عن مهن أخرى بعيدة عن الضغوط الأمنية والسياسية والإدارية الرسمية، وفرض السياسات التي لا تتفق مع قناعات معظم العاملين في قطاع التعليم.
رحم الله شوقي إذ نصح لأمته في قصيته الرائعة للمعلم:
قم للمعلم وفِّه التبجيلا. كاد المعلم أن يكون رسولا.
ولكن من يشرح إبداعات شوقي و وصاياه إن كان المعلم يعيش هذه الأزمات أو مكمّمٌ فاه؟