خسرت الكويت والأمة العربية والإسلامية برحيل الشيخ صباح الأحمد الصباح أمير دولة الكويت والشيخ عبدالرحمن بن عبدالخالق رحمهما الله علمان بارزان، وقد استقبلت الأمة خبر رحيلهما بالحزن وودعتهما بالابتهال الصادق إلى الله عز وجل بأن يغشاهما بواسع رحمته ويغفر لهما، وأن يوفق من يخلفهما على السير في دربهما في مواجهة سياسات التمزيق والتطبيع والحرب على القضايا العربية والإسلامية وإشعال الحروب والفتن والسعي في الإصلاح ومد أيدي الخير والمساعدة البيضاء التي لا يتبعها منٌ لا أذى.
ولا شك أن جميع الأمراء والعلماء راحلون وكلهم قادم على ما قدم للحياة الباقية وسيتعرض للمساءلة غداً بين يدي الله عن قيامه بواجب الأمانة التي استودعها الله كل صاحب سلطة سياسية أو علمية.
وخير الأمراء من يتفق الناس على حبهم ويدعون لهم بالرحمة والمغفرة، ويذكرون سيرتهم الإنسانية العطرة في منع الحروب الداخلية والحرص على الصلح بين المتخاصمين والوفاء لقضية المسلمين الأولى، وكما قال رسول صلى الله عليه وسلم 'خيار ائمتكم من تحبونهم ويحبونكم وتصلون عليهم ويصلون عليكم' أي تدعون لهم ويدعون لكم.
ويكفي أن نتذكر هنا من مواقف الشيخ صباح تصديه لمخطط الغزو العسكرية لقطر، وموقف الكويت المشرف من التطبيع.
والموقف ضد التطبيع هو الوصية الأخيرة للشيخ عبدالرحمن عبدالخالق رحمه الله في أخر مقال كتبه قبل وفاته بعنوان'
السلام مع اليهود خطة لانتزاع الإسلام من جذوره' وكان للشيخ عبدالرحمن مواقفه المشهودة من الاستبداد والظلم.
نسأل الله أن يتغمد الفقيدين بواسع رحمته ويغفر لهما، ونسأل الله التوفيق للشيخ نواف الأحمد في قيادة دولة الكويت وأن يكون خير خلف