إعلامي إماراتي .. مستشار في علم النفس التربوي

الحاجة إلى التأقلم النفسي مع الفصول
مع دخول هذا الأسبوع نكون قد بدأنا أول فصل الخريف وخرجنا من فصل الصيف، ويتزامن دخول هذا الفصل مع الخروج من العطلة الصيفية والعودة إلى النمط المعتاد من العمل وبداية تغير الطقس نحو البرودة بصورة تدريجية.
 وجميع هذه التغيرات تنعكس على نفسية الفرد وتظهر عند البعض حال تسمى حالة الاضطراب العاطفي الموسمية' (SAD) وتبدأ هذه الظاهر في الخريف وتستمر طوال أشهر الشتاء، وهناك حالات عكسية تتكيف مع الشتاء وتشعر بهذا الاضطراب في بداية فصل الصيف ولا ينبغي الاستهانة بهذه الظاهرة فأعراض اضطراب المواسم قد تتطور عند البعض وتعطل الطاقات والقدرات وتغير طريقة النوم والأكل وقد تدفع البعض في بعض المجتمعات إلى البحث عن التكيف بواسطة المخدرات وغيرها.
وفي حقيقة الأمر لا يوجد طقس جيد وطقس سيئ ولكن هناك طقس يجب أن نتكيف معه ونستمتع به ونستعد له بالملابس المناسبة والاستعداد الذهني وهناك مثل أوربي يقول'لا يوجد طقس سيئ، بل ملابس غير مناسبة' وهذا المثل يتفق مع مفهوم الآية القرآنية 'إن الله لا يغير ما بقوم حتى يغيروا ما بأنفسهم' فالشعور بالانبساط والسعادة أو الكآبة والحزن مرتبط بطريقة تفسير الإنسان للطقس وما حوله من الأشياء.
 وعندما نغير طريقة تفسيرنا للأشياء تتغير مشاعرنا ولهذا علينا التركيز على إحياء المعاني الإيجابية مع بداية كل فصل وإعداد النفس والآخرين للتكيف مع هذا الفصل والإقبال عليه بحيوية ونشاط وعزيمة.
 وقد يجد البعض إشكالية مؤقتة  في التأقلم في الأيام الأولى وهذه ظاهرة طبيعية ولكن إذا استمرت الظاهرة فينبغي مقاومتها وعدم التردد في أخذ الدعم والاستشارة النفسية.