أهمية التعليم المنزلي في تكميل دور التعليم المدرسي والمساعدة على أداء الوجبات المدرسية أو استيعاب الدور المدرسي ومساعدة الأبناء على النجاح في الامتحانات رغم أهمية ذلك، ولكن الأكثر أهمية هو دراسة الأسرة لخصائص الأبناء وقدراتهم الخاصة، وابتكار دروس تعليمية تساعد على تنمية هذه القدرات وتدريبهم على كفايات تتفق مع مواهبهم وقدراتهم التي يغفلها التعليم المدرسي.
فالتعليم المدرسي هو في الغالب نمط موحد يراعي احتياجات سوق العمل أكثر من مراعاته لاحتياجات الفرد وخصائصه المميزة، وبناء ذلك فإن مبادئ تفريد التعليم وشخصنته لم يمكن أن تتحقق على الوجه المطلوب إلا في التعلم المنزلي، ونظراً لأهمية ذلك فلا ينبغي للآباء أن يترددوا في منح أبنائهم هذا النمط من التعليم المتميز، ولا ينبغي التعلل بالجهل بالأساليب التربوية التي تساعدهم على التعليم المنزلي، ويمكن للآباء تعويض قصور معارفهم التربوية بالاستعانة بأهل الخبرة ولو بالدروس الخصوصية.
ومن المسوغات التي تفرض التعليم المنزلي أن التعليم المدرسي هو تعليم ممنهج بطريقة مرحلية يتم أخذه على اجزاء بناء على افتراضات معينة حول مستوى استيعاب كل طالب، وفي الغالب لا تكون هذه الافتراضات صحيحة إلا بمستويات معينة وعلى نسبة معينة من الطلبة، وقد يكون هناك أبناء يدرسون في الصف الثالث ولديهم قدرات على استيعاب مناهج الرياضات أو اللغة في الصف السادس مثلاً، وهؤلاء الأبناء إذا لم يتم استثمار طاقاتهم وقت نضوجها تتعرض هذه الطاقة للهدر وربما يشعرون بالرتابة والملل من المنهج ويفقدون الحافزية على التعلم. و سنتوقف في مقالات قادمة حول بعض كيفيات التعلم المنزلي.