مر التعليم في تاريخ البشرية بتطورات مختلفة من التعليم المنزلي إلى التعليم في الكتاتيب و في مدارس الفقهاء أو الفلاسفة والمناطقة والتعليم في دور العبادة، حتى ظهرت المدراس النظامية الحديثة وتطورت في العصر الحديث ووصلت إلى ماهي عليه الآن.
والكثير من المؤشرات تؤكد بأننا قادمون على مرحلة جديدة من التعليم المتنوع الذي بدأ بصورة غير ممنهجة مع ظهور وسائل الإعلام الجماهيرية الحديثة وتطور الأمر مع ظهور الشاشات الذكية والألعاب المتعددة وغيرها وصارت الاحصائيات تؤكد أن الطفل يقضي أمام الشاشات بمختلف أنواعها ضعف الوقت الذي يقضيه في المدرسة.
وكانت قد ظهرت منذ منتصف القرن العشرين دعوات كثيرة لتجاوز المدرسة، ولكن الأيام أكدت أن التعليم المدرسي يحتل مكانة كبيرة ولا سيما في ظل انشغالات الآباء مع تعقيدات الحياة العصرية وعدم تبلور منهجية واضحة لتعليم بديل.
ومع التطورات المتسارعة في رقمنة الحياة وإرهاصات الذكاء الصناعي تجددت هذه الدعوات، وساعد ظهور فيروس كورونا في الأشهر الأخيرة على ارتفاع هذه الأصوات المطالبة برقمنة التعليم وبدأت بعض الدول في تجريبها بصورة جزئية و الذي يبدو واضحاً أن عصر تنويع التعليم قد بدأ وأن المدرسة بدلاً من انكارها لهذا الواقع عليها أن تتعرف به وتتصالح معه وتبحث عن كيفية تنسيق التعلم المدرسي مع المنزلي مع التعلم الرقمي والتعلم في واقع الحياة.
إن إعداد أبنائنا للمستقبل يستلزم التفكير الجاد بتنويع التعليم، وتنظيم هذا التنويع وتطعيمه بالتربية على الهوية والقيم.