توقفنا بالأمس أمام درس تربوي من دروس عاشوراء وهو درس الثبات على المبدأ، ونتوقف اليوم أمام درس الثقة بالله في المواقف الصعبة، وقد تجسد هذا الدرس في قصة نجاة نبي الله موسى عليه السلام من مطاردة فرعون له وهي المناسبة التي يحتفي بها المسلمون في عاشوراء.
وفي قصة نجاة نبينا محمد صلى الله عليه وسلم في حادثة الهجرة من مطاردة كفار قريش له ما يؤذي نفس المعنى. فسرد لنا القرآن الكريم القصتين لنتعلم منها دروساً عملية للثقة بالله والتوكل عليه.
فهذا نبينا الكريم يحيط به المشركون من كل جانب وهو مع صاحبه في كهف صغير فيدرك الحزن صاحبه أبا بكر رضي الله عنه خوفاً على نبي الله، ويروي لنا القرآن القصة 'إِلاَّ تَنصُرُوهُ فَقَدْ نَصَرَهُ اللّهُ إِذْ أَخْرَجَهُ الَّذِينَ كَفَرُواْ ثَانِيَ اثْنَيْنِ إِذْ هُمَا فِي الْغَارِ إِذْ يَقُولُ لِصَاحِبِهِ لاَ تَحْزَنْ إِنَّ اللّهَ مَعَنَا فَأَنزَلَ اللّهُ سَكِينَتَهُ عَلَيْهِ وَأَيَّدَهُ بِجُنُودٍ لَّمْ تَرَوْهَا وَجَعَلَ كَلِمَةَ الَّذِينَ كَفَرُواْ السُّفْلَى وَكَلِمَةُ اللّهِ هِيَ الْعُلْيَا وَاللّهُ عَزِيزٌ حَكِيمٌ'
وقصة نبينا محمد صلى الله عليه وسلم هنا شبيهة بقصة موسى عليه السلام التي وردت في قوله تعالى' فَلَمَّا تَرَاءى الْجَمْعَانِ قَالَ أَصْحَابُ مُوسَى إِنَّا لَمُدْرَكُونَ * قَالَ كَلَّا إِنَّ مَعِيَ رَبِّي سَيَهْدِينِ * فَأَوْحَيْنَا إِلَى مُوسَى أَنِ اضْرِب بِّعَصَاكَ الْبَحْرَ فَانفَلَقَ فَكَانَ كُلُّ فِرْقٍ كَالطَّوْدِ الْعَظِيمِ * وَأَزْلَفْنَا ثَمَّ الْآخَرِينَ * وَأَنجَيْنَا مُوسَى وَمَن مَّعَهُ أَجْمَعِينَ * ثُمَّ أَغْرَقْنَا الْآخَرِينَ'.
وهكذا تجسد الشعور بمعية الله في المواقف الصعبة في حياة النبيين الكريمين في مناسبة الهجرة ' لا تحزن إن الله معنا' وفي مناسبة عاشوراء ' كلا إن معي ربي سيهدين'. وجدير بنا ونحن نحتفي بعاشوراء والسنة الهجرية أن نستحضر هذين الدرسين معاً في حياتنا اليومية.