تحدثنا في مقالات سابقة عن تأثيرات الحجر الصحي على الصحة النفسية وكيف نتعامل معها، وفي مقال اليوم نتوقف للحديث عن تأثيرات الإصابة بمرض كورونا على الصحة النفسية للمصاب بكورونا وعلى عائلته ، لأن تأثيرات الإصابة كما تؤكد الدراسات لا تتوقف عند الإصابة الجسدية، فالشحص المصاب يتعرض لضغوط نفسية أثناء المرض وحتى بعد التشافي ومحاولة العودة إلى الحياة الطبيعية لا سيما مع شيوع النظرة الاجتماعية النمطية تجاه المصابين التي تنعكس على نفسية المصاب وقدرته على التكيف مع المجتمع والشعور بوصمة العار أو الانطوائية والعزلة.
ولا تتوقف النظرة الاجتماعية السلبية عند المصاب فهي تشمل عائلته المخالطين له أيضاً، وفي هذه الحالة لا يجب التعويل فقط على توعية المجتمع بطريقة التعامل الإنسانية مع المصاب و المتعافي، فسيظل هناك نوعيات من الناس لا تجد التوعية طريقها إليهم، والأصل أن نقوم بتعزيز قدرات المصابين و أسرهم على التكيف مع واقعهم وتقبل ذواتهم وتعلم بعض استراتيجيات للحفاظ على صحة غيرهم أثناء المرض والحفاظ على صحتهم النفسية التي قد تتأثر بعدم قدرتهم على مجالسة بعض من اعتادوا على مجالستهم من الأهل والأحباب بما في ذلك الأزواج والأطفال.
وفي هذه الحالة من المهم الحفاظ على الصحة النفسية التي تساعد على التشافي وتقبل الوضع وتحويل هذه الوضعية إلى فرصة للتعود على بعض العادات الفردية الإيجابية مثل القراءة والكتابة والاسترخاء والتأمل، و التعامل مع الضغوط النفسية والتكيف مع هذه الأجواء الاجتماعية.
وخير ما يعين على ذلك عبادة قلبية عظيمة تسهم إسهامًا فاعلا في التشافي الجسدي و التعافي النفسي، هذه العبادة هي 'الرضا'، وهي من أركان الإيمان التي تبعث على الاطمئنان إذ قال صلى الله عليه و سلم 'و الرضا بالقضاء و القدر خيره و شره'.