حياة المسلم كلها لله بما في ذلك أكله وشربه، وسائر طيبات الحياة التي يتقوى بها على الطاعة ملتزماً بالتقوى شاكراً المولى مؤدياً حقوق المحرومين. وما مواسم الطاعات إلا محطات للتزود والتدرب والتزكية، ولهذا كان من علامات قبول الأعمال في مواسم الطاعات، الاستمرار على الطاعات بعد انقضاء المواسم- ولو كانت مما قل واتصل -.
ومن المؤشرات كذلك الخوف من عدم قبول الأعمال، والحرص على استكمال النواقص والمسارعة إلى فعل الخيرات'وَالَّذِينَ يُؤْتُونَ مَا آتَوا وَّقُلُوبُهُمْ وَجِلَةٌ أَنَّهُمْ إِلَى رَبِّهِمْ رَاجِعُونَ، أُوْلَئِكَ يُسَارِعُونَ فِي الْخَيْرَاتِ وَهُمْ لَهَا سَابِقُونَ'.
ومن علامات القبول عدم استكثار المؤمن لما فعله'وَلَا تَمْنُن تَسْتَكْثِرُ ' وكثرة الابتهال إلى الله ليتقبل الصالحات ويتجاوز عن السيئات اقتداءً بنبي الله إبراهيم عليه السلام'وإذ يرفع إبراهيم القواعد من البيت وإسماعيل ربنا تقبل منا إنك أنت السميع العليم'.
ومن علامات قبول الطاعات، حرص المؤمن على عدم إبطال الحسنات بمعاقرة السيئات والغفلة عن الذكر والطاعة'يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا أَطِيعُوا اللَّهَ وَأَطِيعُوا الرَّسُولَ وَلَا تُبْطِلُوا أَعْمَالَكُمْ'.
ومن أنعم الله عليه بالهداية الحقيقية في الأيام المباركة وعرف طريق الله ولذة الطاعة، فليجاهد نفسه على الثبات على طريق الهداية ليزيده الله هداية إلى هدايته، ويأتيه التقوى كما وعد في قوله تعالى'وَالَّذِينَ اهْتَدَوْا زَادَهُمْ هُدًى وَآتَاهُمْ تَقْوَاهُمْ' 'وَيَزِيدُ اللَّهُ الَّذِينَ اهْتَدَوْا هُدًى وَالْبَاقِيَاتُ الصَّالِحَاتُ خَيْرٌ عِنْدَ رَبِّكَ ثَوَابًا وَخَيْرٌ مَرَدًّا'
اللهم لا تجعلنا ممن يمنن يستكثر ولا تجعلنا ممن يبطلون أعمالهم بعد مواسم الطاعات، واجعلنا من الذين اهتدوا وزدتهم هدىً وأتيتهم تقواهم واجعلنا ممن يستمع القول فيتبع أحسنه