لم يأمرنا الله بالإكثار من أي عبادة كما أمرنا بالإكثار من ذكره 'وَالذَّاكِرِينَ اللَّهَ كَثِيراً وَالذَّاكِرَاتِ أَعَدَّ اللَّهُ لَهُمْ مَغْفِرَةً وَأَجْراً عَظِيماً' ومع أن الإسلام أمرنا بالسعي وابتغاء فضل الله وتعمير الأرض واعتبار ذلك من العمل الصالح، إلا أنه حذرنا في نفس الوقت من أن يلهينا هذا السعي عن ذكر الله 'يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تُلْهِكُمْ أَمْوَالُكُمْ وَلَا أَوْلَادُكُمْ عَن ذِكْرِ اللَّهِ'.
وقد ورد النص القرآني بالحث على ذكر الله في هذه الأيام' 'ويذكروا اسم الله في أيام معلومات' و وردت الأحاديث حول فضل الذكر في هذه الأيام المباركات ومن ذلك حديث ابن عمر: قال صلى الله عليه وسلم 'ما من أيّام أعظم عند الله سبحانه ولا أحب إليه العمل فيهن من هذه الأيام العشر، فأكثروا فيهن من التهليل والتكبير والتحميد'.
وروى الإمام البخاري عن ابن عمر وأبي هريرة رضي الله عنهما أنها كانا يخرجان إلى السوق في أيام العشر يكبران ويكبر الناس بتكبيرهما، وكان عمر يكبر في قبته بمنى فيسمعه أهل المسجد فيكبرون ويكبر أهل الأسواق حتى ترتج منى تكبيرًا، وكذلك فعل ابن عمر.
ولا يستلزم من ذلك ضرورة الجهر بالذكر فذكر الله مستحب على الأحوال وهو في الأصل تضرع وخفية ودون الجهر إلا في الحالات التي أذن الله فيها بالجهر بالدعاء ومنها هذه الأيام.
ولعل ما نعيشه هذه الأيام من ظروف استثنائية تجعلنا نحيي هذا الذكر في منازلنا هذه السنة بطريقة استثنائية، فالتكبير بصوت عالٍ في المنزل أو وضع مادة صوتية بالتكبير عبر مكبرات فيه أو على الهاتف تحقق مقصداً عظيماً من مقاصد الذكر في هذه الأيام.
و من الجميل استثمار حيوية الناس على مواقع التواصل الاجتماعي بكثرة الذكر فيها و التكبير و التهليل، فهي ميدان عظيم لذكر الله غفل عنه الكثير من الناس.
نسأل الله أن يعيننا على ذكره وشكره وحسن عبادته