مع غروب شمس اليوم أو شمس الغد تبدأ الليالي والأيام المباركة والتي وردت الآثار الصحيحة في التأكيد على أن العمل الصالح فيها أحب إلى الله من سائر أيام العام.
وفي مقال سابق تحدثت عن فضل هذه الأيام المعلومات تحت عنوان ' ويذكروا الله في أيام معلومات' ووجدت أن لدى بعض الأساتذة الكرام و الأخوة الأفاضل إشكال في ذكري أن الأيام المعلومات هي العشر الأول من ذي الحجة، ولذلك أحببت في هذا المقال أن أوضح الفرق بين الأشهر المعلومات والأيام المعلومات، وبين الأيام المعلومات والأيام المعدودات ولنبين هذه الفروق نبدأ من الأعم فالخاص فالأخص على النحو الآتي:
1- الأشهر المعلومات: ذكرت في سورة البقرة في قوله تعالى' الْحَجُّ أَشْهُرٌ مَّعْلُومَاتٌ ' البقرة:197 . وهي أشهر الحج ومن أصح ما روي في تحديد هذه الأشهر قول ابن عمر: هي شوال، وذو القعدة، وعشر من ذي الحجة، كما روى ذلك البخاري تعليقا بصيغة الجزم وهي الأشهر التي يجوز فيها الإحرام للحج.
2- الأيام المعلومات: وردت في سورة الحج في قوله تعالى' ليشهدوا منافع لهم ويذكروا اسم الله في أيام معلومات' الحج: 28. وهذه الأيام هي الأيام العشر من ذي الحجة كما يرى ذلك الإمام الشافعي وبعض الأئمة يضيفون إليها أيام التشريق والبعض يحددها بأيام الحج وأيام التشريق.
3- الأيام المعدودات: وردت في سورة البقرة في قوله تعالى' وَاذْكُرُوا اللَّهَ فِي أَيَّامٍ مَّعْدُودَاتٍ' البقرة203. وقال العلماء أنها أيام التشريق وأكد الشافعي الإجماع على ذلك، و احتج بأنه تعالى ذكر الأيام المعدودات، والأيام لفظ جمع فيكون أقلها ثلاثة، ثم قال : 'فمن تعجل في يومين فلا إثم عليه ومن تأخر فلا إثم عليه' وهذا الحكم كان خاصاً بأيام منى، وهي أيام التشريق المعدودات.
وختاما أشكر أساتذتي و إخوتي على حرصهم على تنبيهي بما ظنوه خطءً، فلا عدمني الله أخوة ناصحين مخلصين، و أعاننا الله و إياكم على الاجتهاد في عبادته في هذه الأيام المباركات.