(ويذكروا الله في أيام معلومات)بين يدي العشر من ذي الحجة
بغروب شمس جمعة الأمس نودع آخر جمعة قبل حلول ذي الحجة وأيامه العشر وأيام مناسك الحج و عرفة والعيد الأكبر وأيام التشريق وهي أيام عظيمة ومناسبات جليلة تستوجب الاستعداد لها نفسياً وذهنياً وجسدياً والتفكير والتخطيط لكيفية استثمارها، فقد جاء في صحيح البخاري عن ابن عباس رضي الله عنهما قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ما العمل في أيّام أفضل في هذه العشرة، قالوا: ولا الجهاد، قال: ولا الجهاد إلاّ رجل خرج يخاطر بنفسه وماله فلم يرجع بشيء'.
وعندما يؤكد رسول الله صلى الله أن فضل العمل الصالح في هذه الأيام لا يعلوه في الفضل إلا التضحية بالنفس وكل ما يملك الإنسان، فما أبلغ هذا التأكيد لمن كان كان قلب أو ألقى السمع وهو شهيد في الدلالة على فضل هذه الأيام وأهميتها البالغة، والحاجة فيها إلى التشمير و استنفار الطاقة القصوى كما كان يفعل السلف الصالح رضوان الله عليهم، فقد ثبت أن سعيد بن جبير رحمه الله كان إذا دخلت العشر اجتهد اجتهاداً حتى ما يكاد يُقدَر ُ عليه، ولا يجتهد رجل كسعيد بن جبير هذا الاجتهاد إلا من باب الإتباع لما علمه من اجتهاد الصحابة واجتهاد صاحب الرسالة والقدوة الحسنة وما علمه من توجيهات قرآنية ونبوية أكدت فضل هذه الأيام وفضل العمل الصالح فيها.
وقد جاء ابن عباس رضي الله عنهما وابن كثير أن الأيام المعلومات في قوله تعالى' وَيَذْكُرُوا اسْمَ اللَّهِ فِي أَيَّامٍ مَّعْلُومَاتٍ' هي أيام العشر' وأن المراد بالليالي العشر في قوله تعالى' والفجر وليال عشر'عشر ذي الحجة وروي عن ابن عمر رضي الله عنهما قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:مامن أيّام أعظم عند الله سبحانه ولا أحب إليه العمل فيهن من هذه الأيام العشر، فأكثروا فيهن من التهليل والتكبير والتحميد'.
ويفسر ابن حجر سر فضل هذه الأيام فيقول'والذي يظهر أنّ السبب في امتياز عشر ذي الحجة، لمكان اجتماع أمهات العبادة فيه، وهي الصلاة والصيام والصدقة والحج، ولا يأتي ذلك في غيره'.
ومن الأعمال المستحبة في هذه الأيام: الصيام والذكر بمختلف صيغه والاكثار من السجود لله والدعوة إلى الله والإنفاق في سبيل الله والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر.