رغم أن العالم بدأ يحاول التحرر من القيود التي فرضتها جائحة كورونا، إلا أنه من المشكوك إمكانية التغلب على بعض العادات السلبية التي تم اكتسابها في فترة الحجر الصحي نتيجة البقاء الإجباري في المنزل وإغلاق المدارس والحدائق والمتنفسات الطبيعية، وزيادة نسبة استخدام الشاشات الرقمية.
وكان من الطبيعي من ظروف الحجر أن تتساهل الكثير من الأسر مع الأبناء، ويتم تخفيف قيود استخدام الشاشات في ظل غياب البدائل الطبيعية. والمشكلة التربوية الناجمة عن زيادة استخدام التكنولوجية الرقمية لا تقتصر على الأبناء، بل إن إدمان الآباء على الشاشات أكثر انعكاساً على التربية الأسرية فقد أشارت بعض الدراسات الحديثة إلى أن التكنولوجيا الرقمية كانت مغرية بشكل خاص للآباء الذين لديهم صعوبات ذاتية في التنظيم أو الآباء الذين ليسوا راضين عن الحياة الاجتماعية داخل عائلاتهم. فيتهربون من مسؤولياتهم تجاه طلبات أطفالهم وحاجاتهم العاطفية، إلى مواقع التواصل والشاشات الرقمية.
وأكدت دراسة التي نشرتها دورية 'بحوث طب الأطفال' أن الأطفال الذين يتم تجاهلهم من طرف الآباء يشعرون بالإحباط أو يظهر لديهم إفراط في الحركة والنشاط أو الإصابة بنوبات من الغضب. ولا تعني نتائج هذه الدراسة أن الخبراء ينصحون بالتخلي الكامل عن الهواتف الذكية والشاشات الرقمية، بل إن هذا الطلب أصبح أشبه بالمستحيل في العصر الرقمي، والمطلوب فقط وضع قواعد أسرية لتنظيم أوقات الاستخدام الهواتف ومواقع التواصل، و تخصيص أوقات معينة يتفرغ فيها الجميع للتواصل المباشر.