في البيئة التواصلية الرقمية، تكفي دقائق معدودة لحشو الذهن بكمية هائلة من المعلومات والاهتمامات المتفرقة، وأكثر هذا الحشو لا يتحول إلى رأس مال معرفي بقدر ما يتحول إلى مصدر تشويش يعيق قدرتك على القيام بوظائفك الذهنية على الوجه الأمثل. فكيف تتخلص من مصادر الضوضاء المعلوماتي والضجيج التواصلي و تجدد حيويتك وطاقتك، وتحافظ على صفاء ذهنك حين تشعر أنك قد استغرقت في هذا العالم؟
أول خطوة تساعدك على توقيف الشواش الذهني هي الاسترخاء قليلاً والتفكير في موضوع مهم لا علاقة له بما يشغل ذهنك لقطع حبل تداعي الأفكار، وبعد ذلك يفضل أن تبدأ بذكر الله بحضور قلب، وبعد ربع ساعة من الاسترخاء والذكر و التفكر تستطيع معاودة نشاطك والعودة إلى الانشغال بالهدف الذي يحتاج إلى تركيزك الذهني، وعندما تصل إلى مرحلة الشعور بالإجهاد، عاود أخذ فترة الراحة و التفكر مجدداً.
لا تحاول إكراه نفسك على التركيز فقد أكدت دراسة علمية أجريت في الجامعة الحرة بأمستردام، أن قدرات التركيز تحسنت عند الأفراد عندما طلب منهم ببساطة التفكير مؤقتاً في شيء آخر بدلا من التركيز بشكل كامل، فالإجهاد هو العدو الرئيسي للتركيز ، وكما أن الاستسلام للمشتتات الذهنية تؤدي إلى الإجهاد واستنزاف الطاقة فكذلك التركيز المتواصل يؤدي إلى نفس النتيجة.