في عصر ثورة المعرفة لم يعد من الصعب الحصول على المعلومات، ولكن التحدي الحقيقي هو القدرة على اختيار المعلومة المناسبة وتوظيفها التوظيف الصحيح.
وتعد مهارة توظيف المعرفة من أهم المهارات على الإطلاق في العصر الراهن، فهذه المهارة تعني قدرة المتعلم على التعلم الذاتي والتعلم مدى الحياة، وترتبط هذه المهارة بالإبداع.
وجميع مهارات التفكير ومهارة تطبيق المعرفة في الواقع العملي اكثر أهمية من مهارة اكتشاب المعرفة ولا سيما في عصر الذكاء الصناعي وعصر الربورتات، ومن يمتلك المعرفة وهو عاجز عن الاستفادة منها شبيه بمن قال عنه الشاعر العربي: كالعيس في البيداء يقتلها الظما والماء فوق ظهورها محمول.
وضرب الله سبحانه وتعالى مثل السوء لمن يمتلك المعرفة ولكنه لا يعمل على توظيفها التوظيف الحضاري الابداعي في إفادة نفسه والآخرين فقال عز وجل'مَثَلُ الَّذِينَ حُمِّلُوا التَّوْرَاةَ ثُمَّ لَمْ يَحْمِلُوهَا كَمَثَلِ الْحِمَارِ يَحْمِلُ أَسْفَارًا* بِئْسَ مَثَلُ الْقَوْمِ الَّذِينَ كَذَّبُوا بِآيَاتِ اللَّهِ *وَاللَّهُ لَا يَهْدِي الْقَوْمَ الظَّالِمِينَ'. وياله من مثل رادع لكل متكاسل عن تحقيق إنسانيته التحقيق المعرفي والابداعي، وياله من استنهاض وتحفيز على المشاركة الايجابية والفاعلة في مجتمع المعرفة مشاركة فاعلة لا تكتفي باستهلاك المعرفة ولكنها تعمل على توظيفها وتنميتها.
ومن المهارات التي تساعد على توظيف المعرفة: القدرة على تصنيف المعرفة والمقارنة والاســتدلال ومعالجــة المعلومــات و إعادة تشكيلها في رسوم وأشكال بيانية، و استخدامها في حــل المشــكلات واتخاذ القرارت وحسن توظيفها في كافة المجالات الإبداعية.
ومن المهارات المتقدمة في توظيف المعرفة، ابتكار معرفة جديدة في ضوء المعرفة المتوفرة أو استنتاج معلومات صحيحة من معلومات خاطئة بواسطة المقارنة وملاحظة عدم الاتساق وجوانب النقص.
والمهم هو الخروج من دائرة الاكتساب التقليدي للمعرفة الاستظهارية التي يتحول من خلالها المتعلم إلى مجرد قناة ناقلة للمعرفة أو بنك إيداع.