أصبحت إدارة الذات والطاقة الداخلية للفرد من الأهمية بمكان مع تزايد ضغوط الحياة العصرية، ولا سيما في ظل التدفق الهائل للمعلومات والرسائل في مواقع التواصل، وفي أجواء الأزمات السياسية أو الاقتصادية أو الصحية العامة مثل الأوبئة وظروف الحجر الصحي وتلوث البيئة، والظروف الصحية والنفسية الخاصة، وطبيعة التنشئة الاجتماعية والتعبيرات العصبية، والمشكلات العائلية وغير ذلك.
وثمة بعض التصرفات التافهة التي ربما نمارسها بعفوية ولكنها تستنزف طاقة الفاعلية في حياتنا، وهذه الطاقة هي أثمن ما نملك ولا يصح أن نصرفها إلا في العمل الصالح المنتج الذي يعود بالخير على النفس وعلى الآخرين.
ومن هذه التصرفات التمادي في الغضب فقد أكد الدراسات أن هذا التمادي يستنزف طاقتنا النفسية والجسدية ويجعلنا نعيش في حالة إنهاك وتوتر ينصح الخبراء بالسيطرة على هذا الانفعال من خلال التأمل والاسترخاء وإعادة التفكير في سبب الغضب والتغافر وجميع هذه النصائح موجودة في هدينا الإسلامي الذي جعل من صفات المؤمنين الصادقين المغفرة عند الغضب'وَإِذَا مَا غَضِبُوا هُمْ يَغْفِرُونَ'قال سعيد بن جبير: 'هو الرجل يغضب الغَضَبة، فيذكر الله تعالى، فيكظم الغيظ'.
وجاء في صحيح البخاري عن أبي هريرة رضي الله عنه ، أن رجلا قال للنبي صلى الله عليه وسلم : ' أوصني ' ، قال : لا تغضب ، فردّد ، قال : لا تغضب'.
وفي حالة الغضب أمرتنا الوصايا النبوية بالسكوت والاستعاذة من الشيطان الرجيم وتغيير الوضعية' كما جاء في حديث أبي ذر'إذا غضب أحدكم وهو قائم فليجلس ، فإن ذهب عنه الغضب وإلا فليضطجع' وأشارت بعض الآثار إلى الوضوء والاغتسال.
وثمة عوامل كثيرة تستنزف طاقة الإنسان وينبغي التنبه لها ومنها التعرض لعوامل القلق والتوتر و البحث عن المثالية في كل أمر وعدم ترتيب الأولويات والعجز عن قول كلمة لا وغير ذلك من الأمور التي تحتاج إلى عزيمة وتفهم ومراجعة.