جاء في الحديث الصحيح'إن الرجل ليتكلم بالكلمة لا يرى بها بأسا يهوي بها سبعين خريفا في النار' و إذا كان هذا شأن كلمة تقال في الهواء ولا يسمعها أحد أو يسمعها الواحد و الاثنان فما بالنا بالكلمة التي تنشر اليوم في مواقع التواصل الاجتماعي ووسائل الإعلام
بأشكالها المختلفة وتجوب الآفاق ويشاهدها الملايين وتظل تتردد ويتم الاحتفاظ فيها وقد يتكرر نشرها صوتاً وصورة أو نصاً من جيل إلى جيل.
وهنا تأتي أهمية استشعار مسؤولية الكلمة، والحرص على أن تكون الكلمة في مرضاة الله، فلا شك أن نشر الكلمة الطيبة في بيئتنا الرقمية الحديثة يتضاعف أجرها كما يتضاعف وزر الكلمة الخبيثة، وجاء في إحدى رواية البخاري للحديث السابق'إنَّ الرَّجُلَ ليتكلمُ بالكلمةِ
مِنْ رضوان الله لا يُلقي لها بالاً يرفعه الله بها درجاتٍ، وإنَّ العبدَ ليتكلم بالكلمة من سَخَطِ الله لا يُلقي لها بالاً يهوي بها في جهنَّم'.
ولا غربة إذا شدد الإسلام على مسؤولية الكلمة، فمقتضيات الإيمان بالله واليوم الأخر لا تقتصر على العبادات الشعائرية، فقد يأتي الإنسان يوم القيامة
بصلاة وصيام ولكن يأتي وقد قال أقوالاً تتضمن الإساءات إلى المظلومين والكذب على الصالحين والدفاع عن الظالمين فيأخذ هذا من حسناته وذاك من رصيده حتى يفلس، فذلك هو المفلس الحقيقي.
ولهذا كانت الكلمة الطبية كلمة الخير والصلاح من مقتضيات الإيمان بالله واليوم الآخر كما جاء في الحديث المتفق عليه' 'من كان يؤمن بالله واليوم الآخر، فليقل خيرًا أو ليصمت' وأكد القرآن الكريم أن التقوى والقول السديد هما سبب قبول وغفران الذنوب' أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَقُولُوا قَوْلا سَدِيدًا* يُصْلِحْ لَكُمْ أَعْمَالَكُمْ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ'