إذا كان الفوز برضوان الله ومغفرته غاية كل مؤمن، فقد هيأ الله لنا الكثير من الفرص للتعرض لمغفرته وتحقيق التقوى والفوز برضوان الله وجنته، ومن هذه الفرص الثمينة محطة يوم الجمعة الأسبوعية، والتعرض لمغفرة الله في يوم الجمعة مشروط بأن نعيش المعاني والآداب الحضارية لهذا اليوم التي وضحها النبي صلى الله عليه وسلم في الأحاديث التي وردت في صحيحي البخاري ومسلم وأول هذا المعاني الحضارية:
1- استشعار التميز الحضاري والثقافي، فكما يتميز اليهود بيوم السبت والنصارى بيوم الأحد أراد لنا الإسلام أن نتميز بيوم الجمعة كما جاء في الحديث عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم: 'أضلَّ اللهُ عنِ الجُمُعة مَن كان قَبْلَنا، فكانَ لليهودِ يومُ السَّبت، وكان للنَّصارى يومُ الأحد، فجاءَ اللهُ بنا فهَدَانا ليومِ الجُمُعة' .
و جعل الله آداب حضارية تؤهلنا للفوز بمغفرته في يوم الجمعة
2– النظافة والتطهر.
3 – التطيب بالروائح العطرة والزكية.
4 – التأنق بالملابس.
5 – المشي بوقار وسكينة.
6 – احترام الآخرين وعدم التفريق بين اثنين.
7 – الحرص على نوافل الصلاة ابتغاء الوصول لأعلى مستوى في جودة أدائها.
8 – امتلاك آداب و مهارات الاستماع والإنصات.
فقد أكد النبي صلى الله عليه وسلم أن الالتزام بهذه الآداب الحضارية يوم الجمعة يؤهل المسلم ليغفر الله له ما بين الجمعة والجمعة كما جاء في الحديث الذي رواه سلمان الفارسي رضي الله عنه قال: قال النبي ﷺ: 'لا يغتسل رجل يوم الجمعة، ويتطهر ما استطاع من طهر، ويدهن من دهنه، أو يمس من طيب بيته، ثم يخرج فلا يفرق بين اثنين، ثم يصلي ما كتب له، ثم ينصت إذا تكلم الإمام، إلا غفر له ما بينه وبين الجمعة الأخرى' رواه البخاري.