مهارة التواصل الإيجابي من أهم المهارات التي نحتاج إلى تربية أنفسنا وأبناءنا عليها، وتستلزم هذه المهارة الحرص على التفكير بأي تصرف أو تعبير مع التريث والتأني والتفكير بالأثر الذي يمكن أن يتركه القول أو الفعل.
والحرص على حسن الخطاب له الأثر البالغ في الحياة الإنسانية وفي بلسمة جروح المحزونين وامتصاص انفعالات الغاضبين، وتخفيف احتقانات الملوثين بمشاعر الكراهية.
وأقل معروف يمكن أن تهديه لمن حولك هو ابتسامة صادقة وكلمة طيبة لن تكلفك شيئاً ولن يضرك تكلف ذلك بل ينعكس على نفسك بصورة إيجابية ويمنحك الطاقة والحيوية، فاحرص على أن تدفع بالتي هي أحسن ولا تجادل من يختلف معك إلا بالتي هي أحسن ولا سيما أقاربك وإخوانك وأبناء ملتك.
واحرص على تعميم القول الحسن على جميع الناس' وقولوا للناس حسناً' والقول الحسن لا يعني النفاق ولا الكذب بل الحرص على مصلحة المخاطبين، وإشعارهم بحرصك على هدايتهم وتمنى الخير لهم والثناء على أحسن ما فيهم من خصال، واستخدام هذا الثناء كتمهيد لتشجيعهم على تعديل بعض الأخطاء، ومن القول الحسن الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر كما أكد ذلك الحسن البصري في قوله :' وقولوا للناس حسنا' فالحسن من القول : يأمر بالمعروف وينهى عن المنكر ، ويحلم ، ويعفو ، ويصفح ، ويقول للناس حسنا كما قال الله ، وهو كل خلق حسن رضيه الله' .
ومن القول الحسن الدفاع عن المظلمين، والصدع بالحق في وجه الباطل مع ضرورة التفريق بين طريقة التخاطب وفقاً للحال و الحدث، فالمجرم المجاهر بظلمه المفاخر به ليس ليس كالمغرر به، ويجب أن نستلهم هنا قصة هداية أبي محذورة رضي الله عنه حين استهزأ بكلمات الأذان والنبي عائد من حنين في مكة، وهو شاب طائش فدعاه النبي صلى الله عليه وسلم ومرر يده على رأسه ودعا له بالهداية وطلب منه أن يؤذن فأذهب الله ما كان في صدر أبي محذورة من كراهية للنبي صلى الله عليه وسلم ولدينه وأعجب النبي صلى الله عليه وسلم بحسن صوته فأمره أن يؤذن في مكة فأشتهر أذانه حتى قال في مدح أذانه الشاعر: أما ورب الكعبة المستورةْ ،،، وما تلا محمدٌ من سورةْ،،،والنغمات من أبي محذورةْ،،، لأفعلن فعلة مذكورةْ. وهكذا يعلمنا النبي صلى الله عليه وسلم كيف يكون الخطاب الحسن منهجاً للتربية والدعوة 'فإذا الذي بينك وبينه وعداوة كأنه ولي حميم'