كثيراً ما يتخبط الكثير من الناس في دروب الحياة بطريقة عشوائية تكشف جهلهم بأنفسهم، وبما أنعم الله عليهم به من قدرات، فيتخبطون ذات اليمين وذات الشمال ولا يجدون الطريق المستقيم الذي يستطيعون الانطلاق من خلاله لتحقيق أهدافهم ودورهم في هذه الحياة.
ومن هنا تأتي أهمية التعرف على النفس والاستفادة من نظريات التحليل الشخصية في علم النفس، وحتى الآن فإن نظرية العوامل' الانبساط ، و الانفتاح ، والضمير الحي ، والوفاق، و العصابية ' هي أكثر العوامل التي يتفق الخبراء على عموميتها وصدقها وثباتها السيكولوجي.
والتعرف على هذه العوامل ومحاولة تقييم النفس من خلالها يساعد الفرد على أخذ صورة مختصرة عن نفسه. ولتوضيح هذه العوامل فإن عامل الانبساط الاجتماعي يقابله الانطوائية وتفضيل العزلة وعامل الانفتاح يعني الانفتاح على الخبرات والتجارب الجديدة وحب التغيير.
ويقابل كراهية التغيير ورفض تجريب أي جديد وعامل الضمير الحي يعني الاتصاف بالمسؤولية والحرص على إنهاء المهام مقابل المماطلة والتسويف.
وعامل الوفاق يعني التمتع بالتعاون مع الآخرين والتعاطف معهم والإيثار مقابل الروح التنافسية وعدم الاكتراث او ربما الإضرار بالآخرين.
وأخيراً يعني عامل العصابية التوتر والحزن وتعكر المزاج العاطفي ويقابله الاستقرار العاطفي والسيطرة على الإجهاد و الشعور بالراحة.
بعض هذه العوامل ترتبط بالوارثة وبعضها بالتربية والتنشئة، وتحليل النفس بناءً على هذه العوامل يعطي للفرد صورة أولية عن نفسه، وعلى ضوء ذلك يحاول اختيار المهام التي تتناسب مع استعداداته، أو أخذ دورات تدريبية للتغلب على خاصية لا تعجبه في شخصيته ولا تتناسب مع رسالته ووظيفته.
